من (٢) روى عنه في (٥) أبواب (أتريان) أي تظنان (أنه) أي أن ذلك الخليفة هو (عمر بن عبد العزيز) الأموي المدني أمير المؤمنين (فقالا) لي (لا) نظن أنه هو بل غيره لا هو سيأتي في آخر الزمان عند قرب الساعة.
قال القرطبي: إن بعض العلماء جعل عمر بن عبد العزيز مصداق هذا الخبر ولكنه غير صحيح، وقد صرح أبو نضرة وأبو العلاء في آخر هذا الحديث بأنه ليس عمر بن عبد العزيز، وذهب جمع من العلماء إلى أن المراد منه خليفة الله المهدي الذي سيخرج في آخر الزمان والله تعالى أعلم.
وفي المفهم وإنما نفى أبو نضرة وأبو العلاء أن يكون هذا الخليفة هو عمر بن عبد العزيز لقوله صلى الله عليه وسلم:"في آخر أمتي" وذلك لا يصدق على زمن عمر بن عبد العزيز إلا بالتوسع البعيد ولأنه لم يصب المال كما جاء في هذا الحديث وقد روى الترمذي وأبو داود أحاديث صحيحة في هذا الخليفة وسمياه بالمهدي فروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" وقال: حديث حسن صحيح، وأخرجه أبو داود وزاد فيه "يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا، رواه أبو داود [٤٢٨٢]، والترمذي [٢٢٣٠]، ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" رواه الترمذي [٢٢٣١] وقال: حديث حسن صحيح، ومن حديث أبي سعيد قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألناه فقال: "إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسًا أو سبعًا أو تسعًا" زيد الشاك قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجيء إليه الرجل فيقول: "يا مهدي أعطني يا مهدي أعطني قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله" رواه الترمذي [٢٢٣٢] وقال: هذا حديث حسن، وروى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهدي في أمتي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت جورًا وظلمًا يملك سبع سنين" رواه أبو داود [٤٢٨٥]، وروى أيضًا أبو داود عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربًا