مكة، قال) أبو سعيد (ثمَّ قال لي) ابن صياد (في آخر قوله) وكلامه (أما) أي انتبه واستمع ما أقول لك (والله إني لأعلم مولده) أي مولد الدجال الذي يأتي في آخر الزمان أي زمان ولادته (ومكانه) أي مكان ولادته (وأين هو) أي ذلك الدجال الآن (قال) أبو سعيد (فلبسني) أي جعلني ألتبس في أمره وأشك فيه وذلك لأنَّ استدلاله المذكور كان قويًّا في الظاهر مما يقتضي أنَّه ليس الدجال المعهود ولكنه قال في آخر كلامه إنه يعلم مولد الدجال ومكانه وهذا مما أوقعني في الشك مرة أخرى، قال القاضي: أي خلط علي أمره لأنَّ احتجاجاته الأولى قد تلوح ثمَّ قوله أثرها إني لأعرفه وأعرف مولده كالنص في أنَّه هو، وقال السنوسي: ويحتمل أن الدجال أصيب في عقله حتى صار يتناقض التناقض الذي لا يفهم معناه اهـ.
قال العلماء: استدل ابن صياد على نفي كونه هو الدجال المعهود بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أنَّه لا يولد للدجال وإنه قد وُلد له وكذلك أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الدجال لا يدخل مكة والمدينة وإن ابن صياد قد وُلد بالمدينة والآن ذاهب إلى مكة وقد رد بعض العلماء على استدلاله هذا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أخبر أحوال الدجال عند خروجه المعهود وأنه لا يكون له ولد في ذلك الزمان ولا يستطيع أن يدخل مكة والمدينة حينئذ فلا ينافي أن يكون له ولد في ابتداء حياته ولا أن يدخل الحرمين قبل خروجه المعهود ولكن يرد التأويل الأول ما سيأتي في رواية الجريري هو عقيم لا يولد ولكن لينظر فيه لأنه من رواية ابن صياد نفسه.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي سعيد الخدري هذا - رضي الله عنه - فقال:
٧١٧٦ - (. .)(. .)(حدثنا يحيى بن حبيب) بن عربي الحارثي البصري (ومحمد بن عبد الأعلى) السامي البصري (قالا حدثنا معتمر) بن سليمان (قال سمعت أبي) سليمان حالة كونه (يحدّث عن أبي نضرة) المنذر بن مالك (عن أبي سعيد الخدري)