- رضي الله عنه -. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة سليمان لداود بن أبي هند (قال) أبو سعيد (قال لي ابن صائد) وقوله (و) الحال أنَّه قد (أخذتني منه) أي من صحبة ابن صياد والمشي معه (ذمامة) أي استحياء وإشفاق من لوم الناس وذمهم لي على مشيي معه، جملة حالية من الياء في قوله لي لأنها من كلام أبي سعيد، وقوله (هذا) مفعول لمحذوف تقديره افهم مني ما سأذكره لك أو مبتدأ خبره محذوف تقديره هذا الآتي ما سأذكره لك ويسمى هذا عند البيانيين تخلصًا أو اقتضابًا وهو الانتقال من أسلوب من الكلام إلى آخر.
والحاصل أني خشيت أن يلحقني عار أو لوم من الناس من مصاحبتي لابن صياد، افهم هذا الذي سأذكره لك وهو قوله (عذرت الناس) أي جعلت عامة الناس معذورين فيما يقولون في من أني دجال يأتي في آخر الزمان لأن عوامهم لا علم عندهم بحقيقة الدجال ولكن (ما لي ولكم يا أصحاب محمد) أي وأي شيء ثبت لكم في قولكم في إنه دجال، والحال أنكم تعرفون العلامات التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدجال وأنها لا توجد في فكيف تشكون في هذا الأمر أي في أني لست بدجال (ألم يقل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إنه) أي إن الدجال الذي يأتي في آخر الزمان (يهودي و) أنا (قد أسلمت) فلست بيهودي (قال) نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في صفة الدجال (ولا يُولد له و) أنا (قد وُلد لي) ولد فلست بدجال (وقال) نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في صفة الدجال (إن الله) عزَّ وجلَّ (قد حرّم عليه) أي على الدجال (مكة) أي دخولها (و) أنا (قد) دخلت مكة حين (حججت) فلست بدجال (قال) أبو سعيد (فما زال) ابن صياد يكرر عليّ الكلام (حتى كاد) وقرب (أن يأخذ) ويؤثر (في) بتشديد الياء أي أن يؤثر في قلبي (قوله) أي كلامه بتصديقه فيما يقول من نفي كونه دجالًا (قال) أبو سعيد (فقال له) أي فقال لي ابن صياد ففي الكلام التفات من التكلم إلى الغيبة (أما) أي انتبه واستمع ما