أقول لك يا أبا سعيد وهو قوله ولكن (والله إني لأعلم الآن) أي في هذا الزمن الحاضر (حيث هو) أي المكان الذي هو فيه أي الدجال الذي سيأتي في آخر الزمان (وأعرف) أيضًا (أباه وأمه، قال) أبو سعيد (وقيل له) أي لابن صياد في تلك المحاورة ولم أر من ذكر اسم هذا القائل (أيسرك) ويبشرك يا ابن صياد (أنك ذلك الرجل) أي كونك ذلك الدجال (قال) أبو سعيد (فقال) ابن صياد (لو عُرض علي) ذلك الدجال وظهر لي (ما كرهتـ) ـه ولا أنكرته.
قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: إن هذه الأشياء اتفقت له بعد أن كبر وبعد موته - صلى الله عليه وسلم - وأنه حج البيت وحفظ الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكره الطبري وغيره في عداد الصحابة لكن ظهرت منه في هذه الأحاديث أمور بعضها كفر كقوله لو عُرض عليّ ما كرهت فإن من رضي لنفسه دعوى الألوهية وحالة الدجال فهو كافر، وبعضها يشعر أنه الدجال كقوله إني أعرفه وأعرف مولده وأين هو، زاد الترمذي وأين هو الساعة من الأرض فإن هذه كالنص على أنه هو وما لبس به من أنه أسلم فقد يكفر فيما يستقبل أو يكون إسلامه تقية وهو منافق اهـ من الأبي.
قوله (حتى كاد أن يأخذ فيّ) بتشديد ياء فيّ و (قوله) مرفوعٌ على الفاعلية لقوله يأخذ أي يؤثر في قوله وأصدقه في دعواه.
قوله (لو عرض عليّ ما كرهت) يعني لو عرض عليّ أن أكون الدجال المعهود لا أكره ذلك وإن قوله هذا مما جعل القاضي عياضًا رحمه الله يستيقن أنه لم يكن مسلمًا فإن من يرضى لنفسه أن يكون دجالًا لا يستحق أن يُسمى مسلمًا. وقوله (لو عرض عليّ) قال في المرقاة بصيغة المجهول أي لو عُرض عليّ ما جُبل في الدجال من الإغواء والخديعة والتلبيس (ما كرهت) أي بل أقبله ولا أرده. والحاصل رضي بكونه الدجال وهذا دليل واضح على كفره كذا ذكره المظهر وغيره من الشراح اهـ منه.
ثمَّ ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي سعيد هذا - رضي الله عنه - فقال:
٧١٧٧ - (. .)(. .)(حدثنا محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح) بن أبي عطاء