عليه وسلم (ابن صياد فقال) ابن صياد للنبي - صلى الله عليه وسلم - (أشهد أنك رسول الأميين) قال بعض الشافعية يريد العرب لأنها أكثرهم كان لا يكتب اهـ سنوسي (فقال ابن صياد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتشهد) يا محمَّد (أني رسول الله فرفضه رسول الله) أي ترك سؤاله الإِسلام وأعرض عنه ليأسه عن إسلامه حينئذ (وقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (آمنت بالله وبرسله) وأنت لست برسول، قال الكرماني: فإن قلت كيف طابق قوله آمنت بالله وبرسله جواب استفهام ابن صياد وأجاب بأنه لما أراد أن يُظهر للقوم حاله أرخى العنان حتى يبينه عند المغترّ به فلهذا قال آخرًا اخسأ اهـ، وقيل يحتمل أراد باستنطاقه إظهار كذبه المنافي لدعوى النبوة ولما كان ذلك هو المراد أجابه بجواب منصف فقال آمنت بالله ورسله اهـ قسطلاني.
قوله (فرفضه) كذا وقع عند الصدفي بضاد معجمة، قال القاضي: وهو وهم (قلت) ويحتمل أن يقال ليس بوهم ويكون معناه من الرفض وهو الرمي وكأنه أعرض عنه ولم يلتفت إليه لما سمع منه ما سمع فعل المغضب، وأبعد من هذه ما وقع في البخاري من رواية المروزي فرقصه بالقاف والصاد المهملة، وفي حديث كتاب الأدب من البخاري (فرضّه) بالضاد المعجمة من الرضّ، وقال بعضهم فيه (فرصّه) بالصاد المهملة أي ضغطه وهو من الرصّ بمعنى ضم بعض الشيء إلى بعض ومنه {بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}[الصف: ٤] ومعناه حينئذ ضغطه اهـ من المفهم.
(ثم) شرع في سؤاله عما يرى فـ (قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماذا ترى) من كهانتك (قال ابن صياد يأتيني) خبر (صادق) أي موافق للواقع (و) خبر (كاذب) أي لا يوافق الواقع (فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خُلّط عليك الأمر) أي أمر كهانتك من الكذب والصدق، قال القاضي يريد أن ما يأتيك به شيطانك غير منضبط بخلاف ما يأتي به الملك من الوحي (ثم قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني