وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث فرض الله بناء هذه المنارة لينزل عيسى ابن مريم عليها، ثم قال الحافظ ابن كثير: وقد ورد في بعض الأحاديث أن عيسى ينزل ببيت المقدس، وفي رواية بالأردن، وفي رواية بمعسكر المسلمين فالله أعلم بمكان نزوله، قال السيوطي: وحديث نزوله ببيت المقدس مذكور عند ابن ماجه وهو عندي أرجح ولا ينافي سائر الروايات لأن بيت المقدس هو شرقي دمشق وهو معسكر المسلمين إذ ذاك والأردن اسم الكورة كما في الصحاح وبيت المقدس داخل فيه فاتفقت الروايات فإن لم يكن في بيت المقدس الآن منارة بيضاء فلا بد أن تحدث قبل نزوله وقد حدثت وما رجحه السيوطي من نزول عيسى بيت المقدس هو ما رجحه أكثر العلماء والله أعلم. قوله (بين مهرودتين) على زنة مفعولتين ورُوي بالذال المعجمة أيضًا أي ينزل في ثوبين مصبوغتين بورس ثم بزعفران فبين هنا بمعنى في الظرفية وهذا كناية عن جمال ملبسه - عليه السلام - أي ينزل في مهرودتين حالة كونه (واضعًا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ) وخفض (رأسه قطر) رأسه أي صب رأسه قطرات الماء (وإذا رفعه) أي رفع رأسه (تحدر منه) أي نزل من رأسه (جمان) أي حبوب من الماء (كاللؤلؤ) أي مثل جمان اللؤلؤ والفضة في صفائها ولمعانها يعني إذا خفض رأسه قطر منه ماء كثير وإذا رفعه تحدر منه أي نزل منه ماء ببطئ وتأخر شيئًا فشيئًا شبيه بجمان اللؤلؤ وحبوبه في الصفاء واللمعان وهذا كناية عن جمال ذات عيسى - عليه السلام - وحسن خلقته مع جمال لباسه المذكور آنفًا (فلا يحل) أي لا يمكن ولا يقع (لكافر يجد ريح نفسه) أي ريح نفس عيسى - عليه السلام - بفتح النون والفاء أي فلا يمكن لكافر وجد ريح نفس عيسى الحياة في حال من الأحوال (إلا مات) ذلك الكافر الذي شم ريح نفس عيسى - عليه السلام - (ونفسه) أي والحال أن نفس عيسى (ينتهي) ويحل (حيث ينتهي) ويصل (طرفه) بسكون الراء أي بصره، وقال القرطبي: معناه أن الكفار لا يقربونه وإنما يهلكون عند رؤيته ووصول نفسه إليهم حفظًا من الله تعالى له وإظهارًا لكرامته (فيطلبه) عيسى أي يطلب عيسى الدجال ويتتبعه (حتى يدركه) أي حتى يدرك عيسى الدجال (بباب