لد) بضم اللام وتشديد الدال وبصرفه اسم جبل بالشام وقيل اسم قرية من قرى بيت المقدس وقيل بلدة معروفة في فلسطين قريبة من بيت المقدس ولحكومة إسرائيل فيها اليوم مطار (فيقتله) أي فيقتل عيسى الدجال، قال العلامة علي القاري في المرقاة [١٠/ ١٩٨] قوله (فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات) يجوز كون الدجال مستثنى من هذا الحكم لحكمة إراءة دمه في الحربة ليزداد كونه ساحرًا في قلوب المؤمنين ويحتمل كون هذه الكرامة لعيسى أولًا حين نزوله ثم تكون زائلة حين يرى الدجال إذ دوام الكرامة ليس بلازم، وقيل النفس الذي يموت الكافر لأجله هو النفس المقصود به إهلاك الكافر لا النفس المعتاد فعدم موت الدجال لعدم النفس المراد وقيل المفهوم منه أن من وجد من نفس عيسى من الكفار يموت ولا يُفهم منه أن يكون ذلك أول وصول نفسه فيجوز أن يحصل ذلك بهم بعد أن يريهم عيسى - عليه السلام - دم الدجال في حربته للحكمة المذكورة، ثم قال علي القاري رحمه الله تعالى: من الغريب أن نفس عيسى - عليه السلام - تعلّق به الإحياء لبعض والإماتة لبعض ومقصوده أن عيسى - عليه السلام - قد أُوتي عند بعثته معجزة إحياء الموتى بنفسه وفي آخر حياته صار نفسه سببًا لموت الكفار اهـ من التكملة (ثم يأتي عيسى ابن مريم) بالنصب على المفعولية (قوم) بالرفع على الفاعلية أي يأتيه قوم من المسلمين (قد عصمهم) أي قد حفظهم (الله) تعالى (منه) أي من شر الدجال وفتنته (فيمسح) عيسى ابن مريم (عن وجوههم) أي يمسح عن وجوه أولئك القوم أي يزيل عن وجوههم بمسحه عليها ما أصابها من غبار سفر الغزو ووعثائه مبالغة في إكرامهم وفي اللطف بهم وقيل معناه يكشف ما نزل بهم من الخوف والمشقات والحزن والكآبة على وجوههم بما يسرهم من خبره بقتل الدجال فيكون المعنى الأول حقيقيًّا والثاني مجازيًا (ويحدّثهم) عيسى أي يخبرهم (بدرجاتهم في الجنة فبينما هو) أي عيسى كائن (كذلك) أي على ذلك من مسح وجوههم وإخباره بدرجاتهم (إذ أوحى الله) تعالى (إلى عيسى إني قد أخرجت) أي أوحى إليه بأني قد أخرجت (عبادًا لي) من مقرهم (لا يدان) أي لا طاقة (لأحد) من الناس ولا قدرة (بقتالهم) أي على قتال أولئك العباد واليدان كناية عن القوة