للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا. قَال: فَكَانَ لِهَذا وَادٍ مِنَ الإِبِلِ. ولِهَذَا وَادٍ مِنَ البَقَرِ. وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ.

قَال: ثُم إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيئَتِهِ فَقَال: رَجُلٌ مِسْكِينٌ. قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ في سَفَرِي. فَلَا بَلاغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلا بِاللهِ ثُم بِكَ

ــ

والمشهور عند أهل اللغة نتج بضم النون من غير همزة اهـ قسطلاني، وقال النووي: وممن حكى اللغتين الأخفش ومعناه تولى الولادة (هذان) فنتج لهما بالبناء للمفعول أي حصل النتاج أي الولد لهما، وقوله (هذان) المراد منه صاحب الإبل والبقر يعني ولدت الإبل والبقر له أولادًا (وولد هذا) بفتح الواو وتشديد اللام أي تولى الولادة أي نُتج له والناتج للإبل والمولد للغنم وغيرها كالقابلة للإنسان.

(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فكان لهذا) الأبرص (واد) أي ملء واد (من الإبل ولهذا) الأقرع (واد) أي ملء واد (من البقر، ولهذا) الأعمى (واد) أي ملء واد (من الغنم، قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم) بعد فترة طويلة (إنه أتى) الملك (الأبرص في صورته) أي في صورة الأبرص التي كان عليها يوم أتاه وهو أبرص ترقيقًا لقلبه (و) في (هيئته) أي في هيئة الأبرص وملبسه التي كان عليها الأبرص حين جاءه وهو أبرص ليكون أبلغ عليه في الحجة وأذكر لما مضى له، والفرق بين الصورة والهيئة أن الصورة صفة ذاته من بياض البرص والهيئة صفة لباسه من الحُسن والخشونة، أو الضمير عائد إلى الملك أي أتى الملك الأبرص في صورته التي جاء بها الأبرص أول ما جاءه (فقال) الملك للأبرص أنا (رجل مسكين) ليس لي مال ولا زاد (قد انقطعت بي) أي قد انعدمت وفنيت عني (الحبال) أي الأسباب التي توصلني (في سفري) إلى مقصدي من الزاد والراحلة وأنت رجل غني موسع عليه (فلا بلاغ لي) أي فلا مبلغ لي إلى مقصدي ووطني (اليوم إلا) إن بلغته (بـ) معونة (الله) تعالى (ثم بـ) معونتـ (ـك) أيها الغني الذي بسط الله تعالى عليه الإبل حتى ملأت الوادي، وثم للترتيب في التنزل لا في الترقي. قوله (قد انقطعت بي الحبال) بكسر الحاء جمع حبل أي الأسباب وانقطاع الأسباب كناية عن كونه لا طريق له في الحصول على الرزق فإن الطرق المعتادة فيه كلها فشلت عليّ، وفي رواية الحيال بالياء المثناة من تحت وهو جمع حيلة وهي رواية ابن الحذاء وفي بعضها الجبال بالجيم وهو تصحيف غلط وهي واقعة في البخاري، وقال ابن التين: قول الملك

<<  <  ج: ص:  >  >>