له (رجل مسكين) أراد به أنك كنت هكذا وهو من المعاريض والمراد به ضرب المثل ليستيقظ به المخاطب اهـ (أسألك) أيها الغني الكريم (بـ) ـالله (الذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال) الكثير الذي ملأ الوادي يعني به الإبل أن تعطيني (بعيرًا) واحدًا (أتبلغ عليه) أي أبلغ مقصدي راكبًا عليه (في سفري) وأكتفي به في قضاء حوائجي من البلغة وهو الكفاية (فقال) الأبرص للملك (الحقوق) في مالي (كثيرة) يعني المؤونات والحوائج والمصارف كثيرة في مالي فلا يسع إعطاء بعير منه (فقال) الملك (له) أي للأبرص (كأني أعرفك) أولًا (ألم تكن) أنت أولًا (أبرص يقذرك الناس) أي يعدونك قذرًا ينفرون منك حالة كونك (فقيرًا فأعطاك الله) تعالى مالًا كثيرًا ملأ الوادي (فقال) الأبرص للملك لا أي ما كنت فقيرًا (إنما ورثت هذا المال كابرًا عن كابر) منصوب ينزع الخافض يعني ورثت هذا المال عن كبير ورثه هو عن كبير آخر، قال النووي: أي ورثته من آبائي الذين ورثوه من آبائهم كبيرًا عن كبير في العز والشرف والثروة اهـ، يعني ورثته من آبائي الذين كانوا كبراء قومهم (فقال) الملك للأبرص (إن كنت كاذبًا) فيما قلت لي (فصيّرك الله) أي رجعك تعالى (إلى ما كنت) عليه أولًا من الفقر والبرص (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأتى) الملك (الأقرع) الذي أُعطي واديًا من البقر (في صورته) أي في صورة الأقرع التي كانت عليها أولًا (فقال) الملك (له) أي للأقرع (مثل ما قال لهذا) الأبرص يعني قوله أنا رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري .. إلخ (ورد) الملك (عليه) أي على الأقرع (مثل ما رد على هذا) الأبرص بعدما اعتذر الأقرع وامتنع من العطاء له يعني قوله له: كأني أعرفك ألم تكن أقرع فقيرًا فأعطاك الله، قال ابن الملك: قوله - عليه السلام - (مثل ما رد على هذا) أي كرد الأبرص على هذا السائل بقوله الحقوق كثيرة اهـ منه (فقال) الملك له (إن كنت كاذبًا) فيما قلت لي (فصيرك الله)