ورجعك (إلى ما كنت) عليه أولًا من القرع والفقر (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأتى) الملك (الأعمى في صورته) أي في صورة الأعمى من فقد البصر (وهيئته) أي في هيئة الأعمى وصفته من الملبس ليكون أذكر له لما كان عليه أولًا (فقال) الملك للأعمى أنا (رجل مسكين وابن سبيل) أي مسافر (انقطعت بي) أي انعدمت وفنيت عني (الحبال) أي الأسباب التي أستعين بها (في سفري) إلى مقصدي من الزاد والراحلة (فلا بلاغ لي) أي فلا مؤونة لي (اليوم) أتبلغ بها إلى مقصدي ووطني (إلا بـ) معونة (الله ثم بـ) معونتـ (ـك) لي (أسألك بـ) الله (الذي رد عليك بصرك) بعدما عميت أن تعطيني (شاة) واحدة (أتبلغ) أي أستعين (بها في) مؤونة (سفري) إلى مقصدي (فقال) الأعمى للملك (قد كنت) أنا (أعمى) أولًا (فرد الله) تعالى بفضله (إليّ بصري فخذ ما شئت) واحتجت إليه من شياهي (ودع) أي واترك لي (ما شئت) منها وفضل عن حاجتك (فوالله) أي فأقسمت لك بالله الذي وسع عليّ بهذه الشياه ورد علي بصري (لا أجهدك) ولا أكلفك (اليوم شيئًا) أي برد شيء (أخذته) من شياهي قليلًا ولا كثيرًا (لله) أي طلبًا لوجه الله ورضاه (فقال) الملك للأعمى (أمسك) عليك (مالك) مباركًا فيه (فإنما) أنتم أيها الثلاثة الأبرص والأقرع والأعمى (ابتليتم) أي اختبرتم من جهة ربكم (فقد رُضي عنك) من جهة ربك أيها الأعمى فيما فعلت (وسُخط على صاحبيك) الأبرص والأقرع فيما فعلا.
وقوله (فقد رُضي وسُخط) بالبناء للمفعول فيهما أي رضي الله عنك وسخط عليهما. وقوله (لا أجهدك اليوم) بسكون الجيم وفتح الهاء هكذا في رواية الجمهور بالجيم والهاء أي لا أجعلك في جهد ومشقة وتعب برد ما أخذته وطلبته، وورد في أكثر روايات البخاري (لا أحمدك) بدل لا أجهدك أي لا أحمدك على ترك شيء تحتاج إليه من المال اهـ وهذه الرواية لابن ماهان، قال القرطبي: ومعناه لا أحمدك في أخذ شيء