عامر بن سعد) بن أبي وقاص الزهري المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (٩) أبواب (قال) عامر كان) والدي (سعد بن أبي وقاس) الزهري المدني رضي الله عنه (في إبله) وغنمه في البادية في موضع يسمى بالعقيق على عشرة أميال من المدينة، ومات هناك سنة (٥٦) وحُمل إلى المدينة ودُفن بالبقيع (فجاءه ابنه عمر) بن سعد في ذلك الموضع يعني العقيق (فلما رآه سعد) أي فلما رأى سعد بن أبي وقاص ابنه عمر من بُعد وهو على مركوبه (قال) سعد (أعوذ بالله) أي أتحصن بالله (من شر) وفتنة (هذا الراكب) الذي جاء إلينا يعني ولده عمر (فنزل) عمر من مركوبه ودنا إلى أبيه (فقال) عمر (له) أي لأبيه سعد (أنزلت) بهمزة الاستفهام التوبيخي أي هل نزلت وسكنت يا والدي (في إبلك وغنمك) في البادية (وتركت الناس) في المدينة (يتنازعون) أي يتخاصمون ويتنافسون في (المُلك) فيما (بينهم) أيهم يأخذه، وفي رواية أحمد والبغوي: يا أبت أرضيت أن تكون أعرابيًّا في غنمك والناس يتنازعون في المُلك بالمدينة وكان ذلك أيام الفتنة ومقصود عمر بن سعد أن اعتزال سعد بن أبي وقاص إلى الإبل والغنم لا يُناسب بل يجب أن يذهب إلى المدينة وينصر المحق أو مقصوده أن يطلب الملك لنفسه (فضرب سعد) بن أبي وقاص (في صدره) أي في صدر ولده عمر (فقال) سعد (اسكت) يا ولدي عما تأمرني به من الذهاب إلى المدينة لطلب المُلك فإني (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) وهذا السند من خماسياته (إن الله) سبحانه وتعالى (يحب) ويرضى (العبد التقي) أي الذي يتقي الله ويخشاه بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات (الغني) بقلبه عما في أيدي الناس ورضي بما قسم الله تعالى له ولا يطلب المُلك والإمارة، وهذا هو الغني المحبوب لقوله صلى الله عليه وسلم "ولكن الغنى غنى النفس" وقيل معناه هنا الغني بالمال وهو المناسب لكونه مشغولًا بالإبل والغنم (الخفي) جمهور الرواة قيدوه (الخفي) بالخاء المعجمة وهو الخامل الذي لا يريد العلو فيها ولا الظهور في مناصبها فيبقى خاملًا