منقطعًا إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه وهذا نحو ما قال في حديث آخر في صفة ولي الله (وكان غامضًا في الناس) رواه أحمد والترمذي أي لا يعرف موضعه ولا يؤبه له، ورواه الدولابي (الحفي) بالحاء المهملة فقيل معناه العالم من قوله: {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا}[الأعراف: ١٨٧]، وقيل هو المتحفي بأهله الوصول لهم بماله الساعي في حوائجهم اهـ من المفهم، والصحيح أنه (الخفي) بالخاء المعجمة. ودل الحديث على فضيلة الاعتزال من الناس في الفتنة التي لا يتضح فيها الحق.
وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات ولكنه شاركه أحمد [١/ ١٦٨]، والبغوي في [١٥/ ٢١].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث سعد هذا بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
٧٢٥٧ - (٢٩٤٥)(١١٢)(حدثنا يحيى بن حبيب) بن عربي (الحارثي) البصري، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا المعتمر) بن سليمان التميمي البصري، ثقة، من (٩)(قال) المعتمر (سمعت إسماعيل) بن أبي خالد سعيد البجلي الأحمسي الكوفي، ثقة، من (٤) روى عنه في (٨) أبواب (عن قيس) بن أبي حازم عوف بن عبد الحارث البجلي الأحمسي، ثقة، من (٢) روى عنه في (١٠) أبواب (عن سعد) بن أبي وقاص رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي (حدثنا أبي) عبد الله (و) محمد (بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي (قالا حدثنا إسماعيل) بن أبي خالد (عن قيس) بن أبي حازم (قال) قيس (سمعت سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته أيضًا (يقول) سعد (والله إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في) إعلاء (سبيل الله) وكلمته كان ذلك في سرية عبيدة بن الحارث بن المطلب في السنة الأولى من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم