لين في الأرميا (ماسي)(ثم قلت) له - صلى الله عليه وسلم - (نم يا رسول الله) في هذا المكان الذي سوّيت لك لتستريح من تعب السير. وقوله (نم) بتفح النون أمر من نام ينام من باب خاف، وبضمها أمر من نام ينوم كقال يقول (وأنا أنفض لك) أي أبحث وأفتش عنك (ما) يأتي (حولك) أي جانبك وقربك من العدو والطلب لئلا يفجعك في نومك أي نم على الراحة وأنا حارس لك متجسس عنك العدو ومنه النفيضة وهي الجماعة تتقدم العسكر تنفض أمامه كالطليعة (فنام) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وخرجت) أنا من عنده من الظل أي ذهبت من عنده حالة كوني (أنفض) وأبحث (ما حوله) من العدو والطلب لنا (فإذا أنا) راء (براعي غنم مقبل) أي ذاهب (بغنمه إلى الصخرة) الطويلة (يريد منها) أي يقصد منها الاستظلال (الذي أردنا) هـ منها (فلقيته) أي فاستقبلت ذلك الراعي (فقلت) له (لمن أنت) مملوك (يا غلام فقال) أنا مملوك (لرجل من أهل المدينة) يعني مكة والمراد بالمدينة هنا معناها اللغوي يعني معنى البلدة فالمراد بالبلدة مكة لأن المدينة المنورة كانت تُسمى يومئذ يثرب ولأنه لم تجر العادة من الرعاة أن يبعدوا في المراعي هذه المسافة البعيدة، ووقع في رواية إسرائيل في البخاري في مناقب أبي بكر [٣٦٥٢]"فقال لرجل من قريش سماه فعرفته" ولم يكن قريش يسكنون المدينة حينئذ، قال أبو بكر (قلت) للراعي (أفي غنمك لبن) بفتح اللام والباء يعني اللبن المعروف أي ذات لبن، وروي بضم اللام وسكون الباء أي شياه ذوات ألبان اهـ أبي (قال) الراعي (نعم) فيها ذات لبن، قال أبو بكر (قلت) له (أفتحلب) اللبن الي، قال) الراعي (نعم) أحلب لك، قال الحافظ في الفتح [٦/ ٦٢٣] الظاهر أن مراده من الاستفهام في قوله (أفتحلب لي) أمعك إذن في الحلب لمن يمر بك على سبيل الضيافة، وبهذا التقرير يندفع الإشكال الماضي في اللقطة وهو كيف استجاز أبو بكر أخذ اللبن من الراعي بغير إذن مالك الغنم؟ ويحتمل أن يكون أبو بكر لما عرفه عرف رضاه بذلك بصداقته له أو إذنه العام لذلك اهـ، قال أبو بكر (فأخذ) الراعي (شاة) من غنمه وأمسكها ليحلب لي (فقلت له)