والمراد أخذ مجموع مشاقصه التي في الجعبة وأخذ واحدًا منها فهو من إطلاق الجمع وإرادة المفرد (فقطع بها) أي بتلك المشاقص (براجمه) أي عقد أصابعه ومفاصلها، والبراجم بفتح الباء الموحدة وبالجيم المكسورة، وكذا الرواجب هي مفاصل الأصابع كلها واحدتها برجمة، وقال أبو مالك الأعرابي في كتاب "خلق الإنسان" الرواجب رؤوس العظام في ظهر الكف، والبراجم هي المفاصل التي تحتها (فشخبت) بالشين والخاء المعجمتين المفتوحتين في الماضي، وضم الخاء في المضارع، وقد تفتح فيه أيضًا، أي سالت (يداه) أي يدا ذلك الرجل أي سال دمهما، وقيل سال بشدة، قال ابن دريد: كل شيء سال فهو شخب بضم الشين وفتحها، وهو ما خرج من الضرع من اللبن، وكأنه الدفعة منه، ومنه المثل "شخبٌ في الأرض وشخبٌ في الإناء" وكأنه سُمي بذلك من صوت وقعته في الإناء، ويقال للذي يصيب مرة ويُخطئ في أخرى تشبيهًا له بالحالب الذي يفعل ذلك (حتى مات) ذلك الرجل بسبب قطع براجمه (فرآه) أي فرأى ذلك الرجل بعد موته (الطفيل بن عمرو في منامه) أي في حالة نومه (فرآه) أي فرأى الطفيل ذلك الرجل في نومه (وهيئته حسنة) أي والحال أن هيئة ذلك الرجل وصفته حسنة جميلة (ورآه) أيضًا حالة كونه (مغطيًا) وساترًا (يديه) بشيء عن الناس (فقال له) الطفيل في ذلك المنام (ما صنع) وفعل (بك ربك) أيها الرجل، هل سخط عليك أم رضي عنك (فقال) الرجل (كفر لي) ربي جميع ذنوبي (بـ) ـسبب (هجرتي) وانتقالي من أرضي (إلى) مُهاجر (نبيه) صلى الله عليه وسلم (فقال) الطفيل للرجل، وفيه التفات لأن مقتضى الظاهر أن يقال فقلت له (ما لي) أي أيُّ شيء ثبت لي حالة كوني (أراك مغطيًا يديك) أي ساترًا كفيك عن الناس (قال) الرجل للطفيل مجيبًا لسؤاله (قيل لي) من جهة الله سبحانه وتعالى (لن نصلح منك) أي من جسدك (ما أفسدتـ) ـه وقطعته من البراجم (فقصها) أي فقص هذه الرؤيا وأخبرها (الطفيل) بن عمرو (على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر) فيه تقديم وتأخير أي اللهم فاغفر له وأصلح