للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَحَدَّثْتُهُ، أَن ذلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَو يَمُوتُ. حَدِيثًا لَيسَ بِالأغَالِيطِ.

قَال أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: يَا أَبَا مَالِكٍ، مَا أَسْوَدُ مِرْبَادًا؟ قَال:

ــ

لأنه لا يصدق في أهلها أنهم لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، وإنما يصدق في قتلة عثمان، وفتنة الخوارج مع علي فما بعد اهـ.

قال حذيفة (وحدثته) أي حدثت عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن ذلك الباب) المغلق الذي وراءه الفتن (رجل يقتل) ظلمًا شهيدًا (أو يموت) على فراشه، بلا تسبب أحدِ إلى موته، أما الرجل الذي يقتل فقد جاء مبينًا في الصحيح أنه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.

وقوله (يقتل أو يموت) يحتمل أن يكون حذيفة سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم هكذا على الشك والمراد به الإبهام على حذيفة وغيره، ويحتمل أن يكون حذيفة علم أنه يقتل ولكنه كره أن يخاطب عمر بالقتل، فإن عمر كان يعلم أنه الباب كما جاء مبينًا في الصحيح، أن عمر كان يعلم مَنِ الباب، كما يعلم أن قبل غدِ الليلة، فأتى حذيفة بكلام يحصل منه الغرض، مع أنه ليس إخبارًا لعمر بأنه يقتل.

وقوله (حديثًا ليس بالأغاليط) منصوب على المفعولية المطلقة بحدثته، والأغاليط وكذا المغاليط: الكلم التي يغالط بها، واحدها أغلوطة ومغلطة، والمعنى حدثته حديثًا صدقًا محققًا لا غلط ولا خطأ فيه، ليس هو من صحف الكتابيين، ولا من اجتهاد ذي الرأي، بل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الطيبي: أراد أن ما ذكرت له لم يكن مبهمًا كالأغاليط، بل صرحته تصريحًا، وقال القاري: وحاصله أنه لم يكن الكلام من باب التصريح بل من قبيل الرمز والتلويح، لكن عمر ممن لا تخفى عليه الإشارة فضلًا عن العبارة، بل هو من أصحاب الأسرار وأرباب الأنوار، راجع فتح الملهم.

والحاصل أن الحائل بين الفتن والإسلام عمر رضي الله عنه وهو الباب، فما دام حيًّا لا تدخل الفتن، فإذا مات دخلت الفتن، وكذا كان والله أعلم.

(قال أبو خالد) الأحمر سليمان بن حيان بالسند السابق (ذ) لما سمعت هذا الحديث من سعد بن طارق وأشكل علي معناه (قلت لسعد) طالبًا منه إزالة الإشكال عني فيه (يا أبا مالك) كنية سعد بن طارق (ما) معنى مربادًا في قوله: والآخر (أسود مربادًا

<<  <  ج: ص:  >  >>