وسلم أخبر بهذا في زمن قلة المسلمين، ثم من الله تعالى وفتح على المسلمين البلاد، وبارك فيهم حتَّى انتهى الأمر واتسع الإِسلام في المسلمين إلى هذه الغاية ولله الحمد على هذه النعمة وسائر نعمه التي لا تحصى والله سبحانه وتعالى أعلم انتهى منه.
وهذا الحديث يدل على الجزء الأخير من الترجمة، وشارك المؤلف رحمه الله تعالى في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ في فضائل القرآن، وفي الاعتصام، والنَّسائيّ في التفسير في "الكبرى" وفي فضائل القرآن في الكبرى أَيضًا، ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى للجزء الأول من الترجمة بالحديث الآتي فقال:
(٢٨٩) - س (١٤٥)(٦٨)(حَدَّثني يونس بن عبد الأعلى) بن ميسرة بن حفص الصدفي، أبو موسى المصري، روى عن ابن وهب في الإيمان والبيوع وغيرهما، وابن عيينة، والشافعي، والوليد بن مسلم وغيرهم، ويروي عنه (م س ق) وابنه أَحْمد بن يونس، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو حاتم وغيرهم، وثقه النَّسائيّ، وأبو حاتم، وقال في التقريب: ثِقَة من صغار العاشرة، مات سنة (٢٦٤) أربع وستين ومائتين، وله (٩٦) ست وتسعون سنة، قال يونس (أخبرنا) وفي نسخة حَدَّثَنَا، عبد الله (بن وهب) بن مسلم القُرشيّ مولاهم، أبو محمَّد المصري، ثِقَة حافظ من التاسعة، مات سنة (١٩٧) روى عنه المؤلف في (١٣) بابًا تقريبًا.
(قال) ابن وهب أخبرني عمرو غير هذا الحديث (وأخبرني) أَيضًا هذا الحديث الآتي (عمرو) بن الحارث بن يعقوب الأَنْصَارِيّ مولاهم، أبو أمية المصري، ثِقَة فقيه حافظ، من السابعة مات سنة (١٤٨) روى عنه المؤلف في (١٣) بابًا تقريبًا.
(أن أَبا يونس) مولى أبي هريرة، سليم بن جبير الدوسي المصري، ثِقَة من الثالثة، مات سنة (١٢٣) روى عنه المؤلف في (٤) أبواب تقريبًا.
(حدثه) أي حدث لعمرو بن الحارث (عن أبي هريرة) رضي الله تعالى عنه (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من خماسياته، رجاله كلهم مصريون إلَّا أَبا هريرة فإنَّه مدني.