وقيل إن الهاء في (به) يعود على نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم والهاء في موته تعود على الكتابي والمعنى عليه وما أحد من أهل الكتاب إلَّا آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وعلم أنَّه عبده ورسوله حقًّا قبل موت ذلك الكتابي والله سبحانه وتعالى أعلم ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فقال:
(٢٩٤) - (٠٠)(٠٠)(حدثنا قتيبة بن سعيد) بن جميل الثَّقَفيّ مولاهم أبو رجاء البغلاني ثِقَة من العاشرة مات سنة (٢٤٠) روى عنه في (٧) أبواب تقريبًا، قال قتيبة (حدثنا ليث) بن سعد بن عبد الرَّحْمَن الفهمي مولاهم أبو الحارث المصري ثِقَة ثبت فقيه، قال ابن بكير: هو أفقه من مالك من السابعة مات سنة (١٧٥) روى عنه في (١٥) بابًا تقريبًا (عن سعيد بن أبي سعيد) كيسان المقبري أبي سعد المدنِيُّ ثِقَة من الثالثة مات سنة (١٢٥) روى عنه في (١٠) أبواب تقريبًا (عن عطاء بن ميناء) بكسر الميم بعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم نون ثم أَلف ممدودة هذا هو المشهور وقال صاحب المطالع يمد ويقصر نظير زكرياء اهـ. نووي. مولى ابن أبي ذباب المدنِيُّ أو البَصْرِيّ روى عن أبي هريرة في الإيمان والصلاة والبيوع والدعاء والرحمة، ويروي عنه (ع) وسعيد بن أبي سعيد المقبري وأيوب بن موسى في الصلاة وعمرو بن دينار والحارث بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذباب، وثقه ابن حبان، وقال في التقريب: صدوق من الثالثة (عن أبي هريرة) عبد الرَّحْمَن بن صخر الدوسي المدنِيُّ وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون وواحد مصري وواحد بغلاني؛ وغرضه بسوقه بيان متابعة عطاء بن ميناء لسعيد بن المسيّب في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه وكرر متن الحديث لما فيها من المخالفة للرواية الأولى (أنَّه) أي أن أَبا هريرة (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله) أي أقسمت بالإله الذي لا إله غيره (لينزلن) من السماء عيسى (ابن مريم) في آخر الزمان، حالة كونه (حكمًا) بسنتي بين أمتي (عادلًا) في حكمه بينهم والفاء في قوله (فليكسرن الصليب) حرف عطف وتعقيب على قوله "لينزلن" وقوله (وليقتلن الخنزير) معطوف على قوله "فليكسرن الصليب" (وليضعن) أي ليسقطن