للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إِنّ هذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلَا تَزَالُ كَذلِكَ حَتَّى يُقَال لهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ، فَتُصْبحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجدَةً. وَلا تَزَالُ كَذلِكَ حَتَّى يُقَال لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيثُ جِئْتِ. فَتَرْجِعُ، فَتُصْبحُ طَالِعَةٌ مِنْ مَطْلِعِهَا. ثُمَّ تَجْرِي لا يَسْتَنْكِرُ النَّاسُ مِنْهَا شَيئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ، تَحْتَ الْعَرْشِ

ــ

صلى الله عليه وسلم (إن هذه) الشَّمس (تجري) وتسير في منازلها كل يوم (حتَّى تنتهي) وتصل آخر كل يوم (إلى مستقرها) أي إلى محل قرارها وسكونها ووقوفها ومحطتها في فلكها وسمائها (تحت العرش) طلبًا للاستئذان في الطلوع من مشرقها، وتقييد مستقرها بكونه تحت العرش بيان للمعلوم لأن السماوات والأرضين كلها تحت العرش (فـ) إذا وصلت إلى مستقرها ومركزها (تخر) وتسقط (ساجدة) وخاضعة لله تعالى طلبًا للاستئذان في الطلوع من مشرقها (فلا تزال كذلك) أي ساجدة طول الليل (حتَّى يقال لها) من جهته سبحانه وتعالى (ارتفعي) أيتها الشَّمس من سجودك و (ارجعي) طالعة (من حيث جئت) أي من مشرقك ومطلعك فقد أذنا لك في الطلوع من مشرقك (فترجع) إلى مطلعها (فتصبح) أي فتكون في الصباح (طالعة) أي خارجة (من مطلعها) أي من مشرقها المعتاد (ثم) بعد طلوعها في اليوم الثاني (تجري) وتسير في منازلها (حتَّى تنتهي) وتصل في اليوم الثاني (إلى مستقرها) وموقفها في فلكها وسمائها الذي كان (تحت العرش) والتقييد به بيان للمعلوم لأن كل مخلوق تحت العرش ومستقرها هو في سمائها (فتخر) أي تسقط في الليلة الثَّانية مثلًا (ساجدة) طلبًا للإذن في الطلوع في اليوم الثالث (ولا تزال) أي ولا تبرح (كذلك) أي ساجدة في مستقرها (حتَّى يقال لها ارتفعي) من سجودك و (ارجعي) طالعة (من حيث جئت) أي من مطلعك المعتاد (فترجع) إلى مطلعها (فتصبح) أي فتكون في الصباح (طالعة من مطلعها) المعتاد (ثم) بعد طلوعها (تجري) وتسير في منازلها هكذا ساجدة وطالعة كل يوم مدة بقاء الدنيا حالة كونها (لا يستنكر) أي لا ينكر فالسين والتاء زائدتان (النَّاس منها) أي من جريانها وسيرها طالعة وغاربة (شيئًا) مما يخالف عادتها في السير أي لا يجدون منها شيئًا بخلاف عادتها (حتَّى تنتهي) وتصل يومًا من الأيام (إلى مستقرها) وموقفها (ذاك) أي الذي تسجد فيه (تحت العرش) فتخر ساجدة طلبًا للاستئذان

<<  <  ج: ص:  >  >>