عبد الله الطَّحَّان عن يونس بن عبيد بمثل ما حدث إسماعيل ابن عليّة عن يونس بن عبيد، وهذا السند من سداسياته رجاله اثنان منهم واسطيان واثنان كوفيان وواحد بصري وواحد مدني، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة خالد الطَّحَّان لإسماعيل ابن عليّة في رواية هذا الحديث عن يونس بن عبيد، وفائدة هذه المتابعة بيان كثرة طرقه، ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه فقال:
(٣٠٤) - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمَّد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم الكُوفيّ، ثِقَة من العاشرة (وأبو كُريب) محمَّد بن العلاء بن كُريب الهمداني مولاهم الكُوفيّ، ثِقَة من العاشرة وأتى بجملة قوله (واللفظ) أي لفظ الحديث الآتي (لأبي كُريب) تورعًا من الكذب على أبي بكر (قالا) أي قال كل من أبي بكر وأبي كُريب (حَدَّثَنَا أبو معاوية) محمَّد بن خازم الضَّرير التَّمِيمِيّ مولاهم الكُوفيّ، ثِقَة من كبار التاسعة قال أبو معاوية (حَدَّثَنَا الأَعمش) سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم أبو محمَّد الكُوفيّ، ثِقَة ثبت من الخامسة (عن إبراهيم) بن يزيد (التَّيميّ) تيم الرباب الكُوفيّ (عن أَبيه) يزيد بن شريك الكُوفيّ (عن أبي ذر) الغفاري المدنِيُّ، وهذا السند من سداسياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون إلَّا أَبا ذر فإنَّه مدني وفيه أَيضًا رواية ولد عن والد، وكرر متن الحديث لما فيه من المخالفة للرواية الأولى.
(قال) أبو ذر (دخلت المسجد) النبوي (ورسول الله صلى الله عليه وسلم) أي والحال أن رسول الله (جالس فـ) ـغابت الشَّمس عقب دخولي المسجد لدلالة فاء التعقيب عليه و (لما غابت) وغربت (الشَّمس) أي قرصها (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَا أَبا ذر هل تدري) وتعلم إلى (أين تذهب) وتغيب (هذه) الشَّمس والاستفهام فيه استفهام استنطاق لا استفهام استعلام (قال) أبو ذر (قلت) يَا رسول الله (الله ورسوله أعلم) إلى أين ذهابها (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإنَّها تذهب) الفاء فيه