ذاك من دخل فيه. {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ}) أي واخصص ربك الذي خلقك وأمرك أن تقرأ باسمه وعلم الإنسان بالقلم ما لم يكن يعلم بالتكبير والتعظيم ولا يكبر عليك أمر من يخالفك من المخلوقين فإن جميعهم مربوب في قبضة ربك وربهم فهو الذي يكفيك أمرهم وينصرك عليهم، ودل على تخصيصه بالتكبير تقديمه على عامله وإدخال الفاء عليه التي تعطي فاء جواب الشرط وهو هنا شرط عام غير مخصوص بشيء بل عام في جميع الأحوال، يدل على أمره بالتزام ذلك في جميعها قال الزمخشري: كأنه قيل مهما يكن من شيء فلا تدع تكبيره يعني أي شيء وقع أو كنت فيه وقيل الفاء زائدة ({وَثِيَابَكَ}) أي لباسك ({فَطَهِّرْ}) من الأوساخ والنجاسات لتصلي فيها ({وَالرُّجْزَ}) أي وعبادة الرجز والأصنام ({فَاهْجُرْ}) أي فابتعد منها وفسر أبو سلمة الرّجز بقوله (وهي) أي الرجز (الأوثان) أي الأصنام.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم) بعد نزول هذه الآيات (تتابع الوحي) أي تواتر وتوالى وكثر نزول الوحي، ومقصد هذه السورة أمره صلى الله عليه وسلم بإنذار الخلق عذاب الله إن عبدوا غيره أو عصوه فيما أمرهم به من الاعتراف بوحدانيته وعباداته، وبراعة مطلعها نص في ذلك ووسطها وآخرها مناسب لذلك متصل بعضه ببعض حتى قيل إن (نذيرًا للبشر) حال من فاعل (قم)، وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته البخاري في مواضع كثيرة في بدء الخلق وفي التفسير والترمذي في التفسير والنسائي في التفسير في الكبرى.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جابر رضي الله تعالى عنه فقال:
(٣١٠) - (٠٠)(٠٠) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث) بن سعد الفهمي المصري ثقة من (١١) مات سنة (٢٤٨)(قال) عبد الملك (حدثني أبي) شعيب بن الليث الفهمي المصري مولاهم ثقة من (١٠) مات سنة (١٩٩)(عن جدي) ليث بن سعد