أخبرت موسى خبر ما جرى بيني وبين ربي من الحط عني، وفي رواية البخاري:"فرجعت إلى موسى فقلت: وضع شطرها"(قال) موسى - عليه السلام - (راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فراجعت ربي فقال) ربي في آخر المراجعات (هي) أي الصلاة المفروضة على أمتك (خمس) بحسب الفعل (وهي خمسون) بحسب الثواب قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} وفي بعض روايات البخاري "هن خمس وهن خمسون" واستدل به على عدم فرضية ما زاد على الخمس كالوتر، وفيه جواز النسخ قبل الفعل خلافًا للمعتزلة، والحاصل مما زاده ثابت في روايته عن أنس من قوله (خمسًا خمسًا) أن المراجعة وقعت تسع مرات في كل مرة حط خمسًا فقوله شطرها أي جزءًا منها والمراد بالشطر الخمس (لا يبدل القول) بمساواة ثواب الخمس لخمسين أو لا يبدل القضاء المبرم لا المعلق الذي يمحو الله منه ما يشاء ويثبت فيه ما يشاء، وأما مراجعته صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك فللعلم بأن الأمر الأول ليس على وجه القطع والإبرام (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فرجعت إلى موسى فقال) موسى - عليه السلام - (راجع ربك) فاسأله التخفيف من خمس (فقلت) لموسى (قد) أكثرت المراجعة إلى ربي فـ (استحييت من) المراجعة إلى (ربي) الآن، وجه استحيائه أنه لو سأل الرفع بعد الخمس لكان كأنه قد سأل رفع الخمس بعينها ولا سيما قد سمع قوله تعالى:{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم) بعد مناجاة ربي والمراجعة إليه تسع مرات (انطلق) بفتح الطاء واللام وذهب (بي جبريل) عليه السلام (حتى نأتي سدرة المنتهى) وفي بعض روايات البخاري "إلى السدرة المنتهى" وهي في أعلى السماوات السبع، وسيأتي في حديث عبد الله أنها في السادسة فيحتمل أن أصلها فيها ومعظمها في السابعة، وسميت بالمنتهى لأن علم الملائكة ينتهي إليها ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أر لأنه ينتهي إليها ما يهبط من فوقها وما يصعد من تحتها أو تنتهي إليها أرواح الشهداء أو أرواح المؤمنين فتصلي عليهم الملائكة المقربون كما مر (فـ) إذا هي قد (غشيها) وغطاها (ألوان) مختلفة وصفات