للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِوَادِي الأزْرَقِ فَقَال: أَيُّ وَادٍ هذَا؟

ــ

ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي من السابعة مات سنة (١٨٣) روى عنه في (١٨) بابا تقريبًا، قال هشيم (أخبرنا داود بن أبي هند) القشيري مولاهم أبو محمد البصري واسم أبي هند دينار ثقة متقن من الخامسة مات سنة (١٤٠) روى عنه في (٧) أبواب (عن أبي العالية) رفع بن مهران البصري (عن ابن عباس) رضي الله تعالى عنه وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم بصريون وواحد واسطي وواحد مروزي، وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة ابن أبي هند لشيبان بن عبد الرحمن في رواية هذا الحديث عن أبي العالية وفائدتها بيان كثرة طرقه، وكرر متن الحديث لما بين الروايتين من المخالفة بالزيادة وفي سوق الحديث.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر) في بعض أسفاره إلى مكة (بوادي الأزرق) أي في واد يسمى بالأزرق وهو واد بين مكة والمدينة (فقال) لمن حضره (أي واد هذا؟ ) أي بأي اسم يسمى هذا الوادي والأظهر في سؤاله أنه استفهام وأنه كان لا يعلم أنه وادي الأزرق ويحتمل أنه استنطاق (فإن قلت) عادتهم في الاستنطاق أن يقولوا الله ورسوله أعلم (قلت) إنما ذلك في الأمور العلمية وهذا خبر عن محسوس (فإن قلت) قد قالوا ذلك حين قال: أي بلد هذا؟ أي شهر هذا؟ وهما محسوسان، قلت: ذلك استجلاب لما عسى أن يخبرهم بما لا يعلمون. اهـ أبي، قال السنوسي قلت: هذا جواب بما هو مشترك بين المحلين فيحتاج إلى الفرق وقد يفرق بأن السؤال في حديث: "أي بلد هذا" سؤال عن واضح لكل أحد فتحقق السامعون أن المقصود منه شيء آخر مما جهلوه فحسن جوابهم بما يقتضي الأدب ويستمطر الفائدة وهو قولهم (الله ورسوله أعلم)، وأما وادي الأزرق فلم يتحققوا علمه به فتمسكوا بظاهر السؤال وامتثلوا في الجواب مقتضاه لا يقال فيرجع هذا إلى أنه استفهام حقيقة لا استنطاق لأنا نقول لا يرجع إليه إذ لا منافاة بين كون السؤال استنطاقًا بحسب قصد المتكلم واستفهامًا بحسب حمل المخاطب. اهـ منه.

وقد يقال إن فائدة ذكر هذا الحديث التعريف بمنزلته صلى الله عليه وسلم من الله تعالى في إعلامه بهذه الأمور المغيبة. اهـ أبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>