عظمها) أي عظم تلك الشوكة وكبرها (إلا الله) سبحانه وتعالى، وفي المفهم: قيدناه عن بعض شيوخنا برفع الراء على أن تكون (ما) استفهامًا خبرًا مقدمًا و (قدر) مبتدأ مؤخرًا أو بنصبها على أن تكون (ما) زائدة و (قدر) مفعول يعلم (تخطف) وتأخذ تلك الكلاليب (الناس) المارين على الصراط بسرعة وتسقطهم في قعر جهنم (بـ) سبب (أعمالهم) السيئة (فمنهم) أي فمن الناس المارين على الصراط (المؤمن) بالميم والنون أي كامل الإيمان (بقي) بالباء الموحدة وبالقاف على الصراط بلا خطف ولا سقوط في جهنم (بعمله) أي الصالح أو بقي وحبس على الصراط بعمله السيئ، وفي نسخة (يقي) بالياء التحتانية وبالقاف أي يقيه الله تعالى ويحفظه من السقوط في جهنم بعمله الصالح لأنه من الوقاية بمعنى الحفظ والمعنى يجعل بعمله وقاية لجهنم وسترًا عنه وهذا الوجه للسمرقندي، قال النواوي: وهذا هو الموجود في معظم أصول بلادنا، والوجه الثاني (الموثق) بالثاء المثلثة (بعمله) من الوثاق أي المربوط المحبوس بسبب عمله السيئ على الصراط وهذا الوجه للطبري، والوجه الثالث (الموبق) بالموحدة المفتوحة أي المهلك (بعمله) السيئ في جهنم حتى لا يخرج لكونه منافقًا في الدنيا وهذا الوجه للعذري، قال القاضي: وهذا الوجه أصحها، بل قال صاحب المطالع: بل هذا الثالث هو الصواب، وعبارة المفهم هنا قوله (فمنهم الموبق بعمله) بالباء الموحدة كذا للعذري ومعناه المهلك بعمله السيئ، وللطبري (الموثق بعمله) بالثاء المثلثة من الوثاق، وللسمرقندي (المؤمن بقي بعمله) وكلها صحيح والأول أوضحها (ومنهم المجازى) بفتح الزاي على صيغة اسم المفعول من المجازاة أي ومنهم المجازى أي المعاقب بعمله على الصراط (حتى ينجى) بفتح الجيم المشددة على صيغة المبني للمجهول أي ومنهم المعاقب على الصراط مجازاة له على عمله السيئ حتى ينجيه الله سبحانه وتعالى بمروره على الصراط، أو المعنى ومنهم المجزي بعمله السيئ بعد سقوطه في جهنم حتى يحصل له النجاة بخروجه منها. اهـ من بعض الهوامش.
وفي المفهم: وروى العذري وغيره (ومنهم المخردل) مكان المجازى ومعناه الذي تقطع الكلاليب لحمه وجسمه، يقال خردلت اللحم خراديل أي قطعته قطعًا وهو بالدال المهملة، وحكى يعقوب أنه يقال بالذال المعجمة وهو أيضًا بالخاء المعجمة، وقد قاله