للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَينَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ يُخرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لا يُشرِكُ بِاللهِ شَيئًا، مِمَّن أَرَادَ اللهُ تَعَالى أنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ، يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ مِنِ ابْنِ آدَمَ إِلا أَثَرَ السُّجُودِ، حَزمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ. فَيُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ وَقَدِ امْتَحَشُوا،

ــ

بعضهم بالجيم والجردلة الإشراف على الهلاك والسقوط فيه.

وقوله (حتى إذا فرغ الله) غاية لمحذوف معلوم من جملة إذا تقديره وهم معذبون في جهنم إلى وقت أمر الله سبحانه الملائكة بإخراجهم من جهنم وقت فراغه من القضاء الفاصل بين العباد أي حتى إذا فرغ الله سبحانه (من القضاء) الفاصل (بين العباد) وتمم عليهم حسابهم وكمله وفصل بينهم واستقر كل في محله، لا أن الله سبحانه يشغله شأن عن شأن (وأراد) سبحانه (أن يخرج برحمته) وفضله من النار (من أراد) إخراجه (من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله) سبحانه وتعالى في عبادته مثلًا (شيئًا) من المخلوق حالة كونه (ممن أراد الله) سبحانه و (تعالى أن يرحمه) بإخراجه من النار حالة كونه (ممن يقول لا إله إلَّا الله) مع عديلتها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار وشفع كل من له شفاعة، ألا ترى قوله وأراد أن يخرج برحمته لا بشفاعة أحد من أراد إخراجه من أهل النار، واقتصاره على (لا إله إلَّا الله) ولم يذكر معها الشهادة بالرسالة إما لأنهما لما تلازمتا في النطق اكتفى بذكر إحداهما عن الأخرى، وإما لأنه لما كانت الرسل كثيرين ويجب على كل أحد أن يعرف برسالة رسوله كان ذكر جميعهم يستدعي تطويلًا فسكت عن ذكرهم علمًا بهم واختصارًا لذكرهم والله أعلم. اهـ من المفهم (فيعرفونهم) أي فتعرف الملائكة من لا يشرك بالله شيئًا (في النار) بسيماهم لأنهم (يعرفونهم بأثر السجود) وموضعه وهو الجبهة أو جميع أعضاء السجود السبعة لأنه (تأكل النار) وتحرق (من) جسم (ابن آدم إلَّا أثر السجود) وموضعه لأنه (حرم الله) سبحانه وتعالى (على النار أن تأكل) من ابن آدم (أثر السجود) وموضعه (فيخرجون) على صيغة المجهول أي فيخرج أهل لا إله إلَّا الله (من النار) بإخراج الملائكة (وقد امتحشوا) أي احترقوا وصاروا كالحمم جمع حممة وهي الفحم، وفي المفهم وقوله (قد امتحشوا) صوابه بفتح التاء والحاء ومعناه احترقوا

<<  <  ج: ص:  >  >>