للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ فِي أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ نَهَرُ الْحَيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا تَخْرُجُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيلِ. أَلا تَرَوْنَهَا تَكُونُ إِلَى الْحَجَرِ أَوْ إِلَى الشَّجَرِ. وَمَا يَكُونُ إِلَى الشَّمْسِ أُصَيفِرُ وَأُخَيضِرُ. وَمَا يَكُونُ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَبْيَضَ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ, كَأَنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ

ــ

قبل ذلك، والحمم بضم أوله وفتح ثانيه جمع حممة بوزن حطمة وهي الفحم، والفحم شعلة الحطب التي طفئ عنها النار قبل أن يصير رمادًا ليوقد ثانيًا (فيلقيهم) الله تعالى أي يلقي الأقوام الذين صاروا كالحمم (في نهر) بفتح الهاء وسكونها والفتح أجود وبه جاء القرآن العزيز وهو مجرى الماء الكثير، وإن كان قليلًا فهو عين، وإن كان لا يجري فهو بئر أي فيلقون في نهر جار (في) مسالك (أفواه) قصور (الجنة) والأفواه جمع فوهة بضم الفاء وتشديد الواو المفتوحة وهو جمع سمع من العرب على غير قياس وأفواه الأزقة والأنهار أوائلها، قال صاحب المطالع: كان المراد في الحديث مفتتح من مسالك قصور الجنة ومنازلها (يقال له) أي لذلك النهر (نهر الحياة) سمي بذلك لأن ماءه إذا مس شيئًا حيي وصار حيوانًا ولو جمادًا (فيخرجون) أي ينبتون أي تنبت أجسامهم التي صارت كالحمم نباتًا سريعًا (كما تخرج) وتنبت (الحبة في حميل السيل) أي في محموله من التراب الناعم والغثاء، والحبة بكسر الحاء بذور البقول وحب الرياحين وقيل هو نبت صغير ينبت في الحشيش، وحميل السيل هو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره فعيل بمعنى مفعول فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها، والسيل ما جرى من ماء المطر في الوادي، والهمزة في قوله (ألا ترونها) للاستفهام التقريري أي ألا تنظرونها أي ألا تنظرون تلك الحبة النابتة في حميل السيل إما (تكون) مائلة (إلى الحجر) أي نابتة تحته (أو) تكون نابتة (إلى الشجر) أي تحت الشجر (وما يكون) منها أي والذي يكون منها بارزًا (إلى الشمس) وما الموصولة مبتدأ خبرها قوله (أصيفر وأخيضر) تصغير أصفر وأخضر أي متصف بصفرة قليلة وخضرة قليلة أي متصف بلون مختلط من الصفرة والخضرة وهذا راجع إلى الحجر (وما يكون منها) أي والذي يكون منها مائلًا (إلى الظل) أي نابتًا فيه، وما مبتدأ خبره قوله (يكون أبيض) لعدم طلوع الشمس عليه وهذا راجع إلى الشجر (فقالوا) أي فقال الحاضرون من الصحابة (يا رسول الله كأنك كنت) في الزمن الماضي (ترعى) الإبل والمواشي (بالبادية) أي في

<<  <  ج: ص:  >  >>