بالحديث، وإِنما خرج مخرجَ الغالب، وفيه دليلٌ للأشعرية على أَنَّ الكَذِبَ لا يُشترط في الاتّصاف باسمه العمدُ، إلا أنْ يُقال: لمَّا عَلِمَ المُحَدِّثُ بكُلِّ ما سَمِعَ أنه لا يكونُ كُلُّه صدْقًا بحسب العادة .. صارَ متعمِّدًا للكذب، فلا يكونُ إِذْ ذاك دليلًا للأشعرية، والله أعلم) اهـ (١).
قال المؤلِّفُ رحمه الله تعالى مستشهدًا بأَثَرِ عُمر رضي الله عنه:
[٩](وحَدَّثنَا يحيى بن يحيى) بن بكر بن عبد الرحمن بن يحيى بن حَمَّاد التميمي الحَنْظَلي مولاهم، أبو زكريا النيسابوري الحافظ، أحدُ الأئمّة الأعلام.
روى عن مالك وسُلَيمان بن بلال وهُشَيم وغيرِهِم، ويروي عنه (خ م ت س) وأحمدُ بن الأزهر وسلمةُ بن شَبيب وغيرُهم، وَثَّقَه النسائيُّ.
وقال في "التقريب": ثقَةٌ ثَبْتٌ إِمامٌ، من العاشرة، مات سنة ست وعشرين ومائتين.
(أنبأنا) أي: أخبرنا (هُشَيمٌ) بضم الهاء مصغّرًا، ابن بَشِير -بوزن عَظِيم- ابن القاسم بن دينار السُّلَمي أبو معاوية بن أبي خازم -بمعجمتين- الواسطي نزيل بغداد، الحافظ.
روى عن أبيه وخالِه القاسمِ بنِ مِهْران وسُلَيمان التَّيمِيّ وعاصم الأحول وغيرِهم، ويروي عنه (ع) وشعبةُ وأحمدُ والثَّوْرِيُّ ومالكُ بن أنسٍ وكلاهما كبرُ منه وابنُ المباركِ وخلائقُ، قال يعقوب الدَّوْرَقِيُّ: كان عند هُشَيمٍ عشرونَ ألفَ حديث، وقال العِجْلِيُّ: ثقةٌ يُدَلِّس.
وقال في "التقريب": ثقةٌ ثَبْتٌ كثيرُ التدليسِ والإِرسالِ الخَفِيّ، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين ومائة وقد قارب الثمانين. وليس عندهم (هُشَيمٌ) إلا هذا.
وقال النووي: (اتَّفَقَ أهلُ عَصْرِه فمَنْ بعدَهم على جلالتِه وكثرةِ حفظه وإِتقانه