وصيانته، وكان مُدَلِّسًا، وقد قال في روايته هنا:"عن سُلَيمان التيمي"، وقد قَدَّمْنا أَنَّ المُدَلِّسَ إِذا قال:"عن" لا يُحْتَجُّ به إِلا أنْ يَثْبُتَ سماعُه من جهةٍ أُخرى، وأَنَّ ما كان في "الصحيحين" من ذلك .. فمحمولٌ على ثُبوت سماعه من جهةٍ أخرى، وهذا منه) (١).
(عن سُلَيمَان) بنِ طَرْخان (التَّيمِيِّ) أي: المنسوب إِلى التَّيم؛ لأنه نَزَلَ فيهم فنُسِبَ إِليهم، أبي المُعْتَمِر البصري، أَحَدِ سادة التابعين عِلْمًا وعَمَلًا.
روى عن أنسٍ وأبي عثمان التهْدِفي وطاوس وغيرِهم، ويروي عنه (ع) وابنُه المُعْتَمِرُ وشُعْبةُ وابنُ المباركِ وغيرُهم.
قال في "التقريب": ثقةٌ عابدٌ، من الرابعة، مات سنة، ثلاثٍ وأربعين ومائة، عن سبعٍ وتسعين سنة، وقال ابنُ المَدِيني: له نحو مئتي حديث، وقال شُعْبة: وكان سُلَيمانُ التَيمِيُّ إِذا حَدَّث .. تَغَيَّرَ لونُه، وقال ابنُ سَعْدٍ: ثقةٌ كثيرُ الحديثِ يُصَلِّي الليلَ كُلَّه بوضوء العشاء الآخرة.
(عن أبي عثمانَ) عبد الرحمنِ بنِ ملّ -بتثليث الميم وتشديد اللام على الأحوال الثلاثة- ابن عَمْرو بن عدي (النَّهْدِيِّ) بفتح النون وسكون الهاء، منسوب إِلى جَدٍّ من أجداده وهو: نَهْدُ بن زيدِ ... بن قُضاعة كما في "اللباب"(٣/ ٣٣٦).
قال في "التقريب": ثقةٌ ثَبْتٌ عابدٌ، من كبار الثانية، من كبارِ التابعين وفُضَلائِهم، مشهورٌ بكُنْيته، مُخَضْرَمٌ أَسْلَمَ على عهدِ النبي صلى الله عليه وسلم ولم يَلْقَهُ، كوفي بصري، كان بالكوفة مستوطنًا بها، فلمَّا قُتِلَ الحُسَينُ رضي الله عنه .. تَحَوَّل منها إِلى البصرة، وقال: لا أَسْكُنُ بلدًا قُتل فيه ابنُ بنتِ النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة خمس وتسعين أو بعدها، وله أكثرُ من مائة وثلاثين سنة.
ورجال هذا السَّندِ كُلُّهم ثِقاث، ففيه رِوايةُ نيسابوري عن واسطي عن بصريَّين، وهو من رُباعياته.