للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: قَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ

ــ

(قال) أبو عثمان النَّهْدِي: (قال عُمَرُ بن الخَطَّابِ رضي الله عنه) ابن نُفَيل بن عبد العُزَّى العَدَويّ أبو حفص المدني، أحدُ فقهاء الصحابة، وثاني الخلفاء الراشدين، وأحدُ العشرةِ المشهودِ لهم بالجَنَّة، وأولُ مَنْ سُمِّي أميرَ المؤمنين، جَمُّ المناقب، له خمسُمائة وتسعةٌ وثلاثون حديثًا، يروي عنه (ع) وأبناؤه: عبدُ الله وعُبَيدُ الله وعاصمٌ، وعلقمةُ بن وَقاص، أَسْلَمَ بعد أربعين رجلًا، استشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، ووَلِيَ الخلافةَ عشر سنين ونصفًا، ودُفن في الحجرة النبوية رضي الله عنه.

(بحَسْبِ المَرْءِ): أي كافي المرءِ (من) جهة (الكَذِبِ أنْ يُحَدِّثَ) ويَرْويَ (بكُل مَا سَمعَ) قبل أن يَتَبَيَّنَ فيه ويَسْتَيقِنَ.

قال السنوسي: (وقولُه: "بحَسْب المَرْءِ" بإِسكان السين وهو مبتدأ، والباءُ زائدةٌ، ومعناه: يَكْفِيه ذلك من الكذب؛ فإِنه قد استكثرَ منه، وقريبٌ منه: "كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ" أي: كَفَى المرءَ من الكذب حديثُه بكُلِّ ما سَمِعَ؛ أي: فقد أخَذَ من الكذب حظًّا وافرًا، فالظاهرُ أَنَّ الباءَ زائدةٌ على المفعول، و"أن يُحَدِّثَ": فاعلُ كَفَى، و"كذبًا": تمييز، والله أعلم) (١).

قال النوويُّ: (وأمَّا معنى الحديث والآثار التي في البابِ: ففيها الزّجْرُ عن التحديث بكُلِّ ما سَمعَ الإِنسان؛ فإِنه يسمعُ في العادة الصِّدْقَ والكَذِبَ، فإِذا حَدثَ بكُلِّ ما سَمِعَ .. فقد كَذَبَ؛ لإِخباره بما لم يَكُنْ، وقد تَقَدَّمَ أَنَّ مذهبَ أهلِ الحقِّ: أَنَّ الكَذِبَ هو الإِخبارُ عن الشيء بخلاف ما هو، ولا يُشْتَرَطُ فيه التعمُّدُ، لكن التعمد شرْطٌ في كَونِه آثِمًا، والله أعلم) (٢).

ثم استشهد المؤلِّفُ ثانيًا بأثَرِ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال:


(١) "مكمل إكمال الإكمال" (١/ ١٩).
(٢) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>