وغرضه بسوقه بيان متابعة مالك بن مغول لأبي الأحوص وشعبة في رواية هذا الحديث عن أبي إسحاق السبيعي وكرر متن الحديث لما في هذه الرواية من المخالفة للروايتين السابقتين في بعض الكلمات (قال) عبد الله بن مسعود (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) ووعظنا يومًا (فأسند ظهره) عقب الخطبة (إلى قبة أدم) أي إلى خشبها، والأدم بفتحتين جمع أديم وهو الجلد المدبوغ كما مر، ويستنبط منه جواز إسناد الخطيب ظهره إلى عمود المنبر أو إلى جدار المسجد ليستريح (فقال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا) أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم وهو قوله (لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة) قال النواوي: هذا النص صريح في أن من مات على الكفر لا يدخل الجنة أصلًا وهذا النص على عمومه بإجماع المسلمين (اللهم هل بلغت) ما أمرتني بتبليغه (اللهم اشهد) لي على تبليغي، والمعنى أن التبليغ واجب عليَّ وقد بلغت فاشهد لي به (أتحبون) بهمزة الاستفهام التقريري أي أتودون (أنكم ربع أهل الجنة) أي كونكم ربع أهل الجنة (فقلنا: نعم يا رسول الله فقال) ثانيًا (أتحبون أن تكونوا ثلث أهل الجنة، قالوا: نعم يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة) أي نصفهم (مما أنتم) أيتها الأمة المحمدية في القلة (في سواكم) أي بالنسبة إلى غيركم (من الأمم إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض) أي إلا كنسبة الشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض في القِلَّةِ (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم (كالشعرة البيضاء في) جلد (الثور الأسود)، ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بحديث أبي سعبد الخدري رضي الله عنهما فقال:
٤٢٩ - (١٩٩)(٣٥)(حدثنا عثمان) بن محمد (بن أبي شيبة) إبراهيم بن عثمان