للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَال: قَال رَسُولُ الله صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ: "يَقُولُ الله عزَّ وَجَلَ: يَا آدَمُ فَيَقُولُ: لَبَّيكَ وَسَعْدَيكَ وَالْخَيرُ فِي يَدَيكَ. قَال: يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ

ــ

(العبسي) مولاهم أبو الحسن الكوفي أخو أبي بكر بن أبي شيبة أكبر منه بسنتين ثقة حافظ له أوهام من العاشرة مات سنة (٢٣٩) روى عنه في (١٣) بابا، قال (حدثنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي أبو عبد الله الكوفي ثقة من الثامنة مات سنة (١٨٨) روى عنه في (١٦) بابا (عن الأعمش) سليمان بن مهران الكاهلي أبي محمد الكوفي ثقة ثبت من (٥) مات سنة (١٤٨) روى عنه في (١٣) بابا (عن أبي صالح) ذكوان السمان مولى جويرية بنت قيس المدني ثقة من (٣) مات سنة (١٠١) روى عنه في (٨) أبواب (عن أبي سعيد) الخدري سعد بن مالك بن سنان الصحابي الجليل مات بالمدينة سنة (٦٥) روى عنه في (٨) أبواب تقريبًا، وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون واثنان مدنيان (قال) أبو سعيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عزَّ وجلَّ: ياآدم، فيقول) آدم (لبيك) يا إلهي أي أجبت لك إجابة بعد إجابة (وسعديك) أي أسعدتك إسعادًا بعد إسعاد، والمقصود منه تأكيد معنى لبيك ولذلك لا يذكر إلا بعده وكلاهما منصوب بعامل محذوف وجوبًا على المصدرية، ولم تستعمل العرب له فعلًا يكون مصدرًا له (والخير) كله (في يديك) أي تملكه أنت لا يملكه غيرك، وهذا كقوله "بيدك الخير إنك على كل شيء قدير" أي بيدك الخير والشر ولكن سكت عن نسبة الشر إليه تعالى مراعاة للأدب مع الله سبحانه ولم ينسب الله لنفسه الشر تعليمًا لنا مراعاة الأدب معه واكتفى بقوله "إنك على كل شيء قدير" إذ قد استغرق كل الموجودات الممكنات (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول) الله سبحانه وتعالى لآدم (أَخْرِجْ) وميز من ذريتك (بعث النار) أي الفريق المبعوث إلى النار، والبعث هنا بمعنى المبعوث كالخلق بمعنى المخلوق، واللفظ بمعنى الملفوظ والمعنى مَيِّزْ أهلَ النار المبعوثين إليها من غيرهم وبعثُ النار مَن يبعث إليها وكذلك بعث أهل الجنة، ومعنى أَخْرِج هنا مَيِّز فَيُخرج ويميز بعضهم عن بعض وذلك يكون في المحشر حين يجتمع الناس ويختلطون والله تعالى أعلم، ويحتمل أن يكون معنى أَخْرِج أي احضُر إخراجهم فكأنهم يُعرضون عليه بأشخاصهم وأسمائهم كما عُرِضت عليه نسمهم وإنما خَصَّ آدم بذلك القول لأنه أب

<<  <  ج: ص:  >  >>