أبصرتني مثلًا بل يقال أبصرتُ نفسي، وقوله (أنا) تأكيد لضمير المفعول ليعطف عليه، قوله (ورسول الله صلى الله عليه وسلم) بالنصب، وما يوجد في بعض النسخ من التشكيل بالضم خطأ من النساخ أي أبصرت نفسي ورسول الله صلى الله عليه وسلم حالة كوننا (نتماشى) أي نتجارى معًا في المشي إن قلنا إن رأى بصرية، ومفعول ثان إن قلنا إنها علمية أي ماشيين معًا متقارنين (فأتى) رسول الله صلى الله عليه وسلم (سباطة) أي سباطة قوم (خلف حائط) وبستان لهم (فقام) رسول الله صلى الله عليه وسلم (كما يقوم أحدكم) أي قيامًا كقيام أحدكم في العادة مستويًا (فبال) أي أخرج حدث البول، والبول يضرب بالحائط فلعله لم يكن مملوكًا أو لم يقرب منه، قال الأبي: يبعد أنه غير مملوك إلا أن يكون في الجدر العادية (فانتبذتُ منه) أي ابتعدت منه ظنًّا على عادته في قضاء الحاجة من التباعد عن الناس (فأشار إليَّ) بأن ادنُ إليَّ لأجل حصول التستر ولأجل بيان قضاء حاجة البول عند الناس (فجئتـ) ـه (فقمت عند عقبه) بفتح العين المهملة وكسر القاف على وزان كتف مؤخر القدم كما مر آنفا، وفي بعض النسخ عند عقبيه (حتى فرغ) من حاجته ولم يذكر المسح في هذه الرواية. وشارك المؤلف في رواية حديث حذيفة بهذه الرواية البخاري [٢٢٦] وأبو داود [٢٣]، والترمذي [١٣]، والنسائي [١/ ٣٥].
قال النواوي: مقصود حذيفة أن هذا التشديد خلف السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بال قائمًا ولا شك في كون القائم مُعَرَّضًا للرشيش ولم يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا الاحتمال ولم يتكلف البول في قارورة كما فعل أبو موسى رضي الله تعالى عنهما.
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث جرير بحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنهما فقال:
٥٢٢ - (٢٤٨)(٨٤)(٤٨)(حدثنا قنيبة بن سعيد) بن جميل الثقفي البغلاني من (١٠) قال (حدثنا ليث) بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي أبو الحارث المصري ثقة من (٧) مات سنة (١٧٥) روى عنه في (١٥) بابا (ح) أي حول المؤلف السند (و) قال (حدثنا