للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبيهِ

ــ

بذلك العسكر أصْدَقَ لهجة من الأصمعي، وقال الشافعيُّ أيضًا: ما عَبَّرَ أحَدٌ من العرب بأحْسَنَ من عبارة الأصمعي، ورُوِّينا عن الأصمعي قال: أحْفَظُ سِت عشرةَ ألفَ أرجوزةٍ) (١).

(عن) عبد الرحمن (ابنِ أبي الزنادِ) عبد الله بن ذَكْوان القُرَشِي الأموي مولاهم، أبي محمد المدني، ولأبي الزناد ثلاثةُ بنين يَرْوُون عنه: عبدُ الرحمنِ هذا، وقاسم، وأبو القاسم.

روى عن أبيه وزَيدِ بنِ عَلِيٍّ وشُرَحْبِيلَ بنِ سَعْدٍ وغيرِهم، ويروي عنه (من عم) وابنُ جُرَيجٍ وابنُ وَهْبٍ وسعيدُ بن منصورٍ وخَلْق، وقال ابنُ مَعِين: ما حدثَ بالمدينة صحيح (٢).

وقال في "التقريب": صدوقٌ، من السابعة، ولما قَدِمَ بغدادَ تَغَيَّرَ حِفْظُه، وكان فقيهًا، مات سنة أربعٍ وسبعين ومائة.

(عن أبيه) عبد الله بنِ ذَكْوان أبي عبد الرحمن المُلَقَّبِ بأبي الرناد بكسر الزاي.

قال النووي: (وكان يَكْرَهُ هذا اللَّقبَ، واشْتَهَرَ به (٣)، القرشي الأموي


(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ٨٦).
(٢) قلتُ: هكذا عزا الشارح هذا القول إلى ابن معين تبعًا للخزرجي في "الخلاصة"، والصوابُ أنه من قول ابن المَديني؛ فقد قال عبد الله بن علي بن المَدِيني عن أبيه: ما حدَّثَ بالمدينة .. فهو صحيح، وما حَدَّثَ ببغداد .. أفسده البغداديون.
ورأيتُ عبد الرحمن -يعني ابنَ مهدي- خطط على أحاديث عبد الرحمن بن أبي الزناد.
انظر "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٢٩) و "تهذيب الكمال" (١٧/ ٩٩)، والله تعالى أعلم.
(٣) ذكر الإمام النووي رحمه الله تعالى قاعدة مختصرة في ذِكر أصحاب الألقاب فقال: (قال العلماءُ من أصحاب الحديث والفقه وغيرهم: يجوزُ ذكْرُ الراوي بلَقَبِهِ وصِفَتِهِ ونَسَبه الذي يكرهه إذا كان المرادُ تعريفه لا تنقيصَه، وجُوِّزَ هذا للحاجة كما جُوِّزَ جَرْحُهم للحاجة، ومثال ذلك: الأعمش والأعرج والأحول والأعمى والأصم والأشل والأثرم والرمِن والمفلوج وابن عُلَيَّة وغير ذلك، وقد صُنِّفت فيه كتب معروفة). "شرح صحيح مسلم" (١/ ٥٣).
وقال الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (٩/ ١٠٨) في ترجمة (إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسَم البصري) المشهور بابنِ عُليَّة وهي أُمه، ما نصه: (وكان يقول: مَنْ قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>