ثم استشهد المؤلِّفُ ثالثًا لأثَرِ ابن سيرين بأثَرِ سَعْدِ بنِ إبراهيم فقال:
[٣١](حَدثَنا محمدُ) بن يحيى (بن أبي عُمَر) العَدَني أبو عبد الله (المكي) الحافظُ نزيلُ مكة.
روى عن فُضَيل بنِ عِيَاضٍ وأبي معاوية ومُعْتَمِرٍ وَخَلْقٍ، ويروي عنه (م ت س ق) وهلالُ بن العلاء ومُفَضَّلُ بن محمد الجَنَدِيُّ وغيرُهم، وثَّقَهُ ابنُ حِبان.
وقال في "التقريب": صدوقٌ صَنَّفَ "المسند"، وكان لازَمَ ابنَ عُيَينَةَ، لكنْ قال أبو حاتم: كانتْ فيه غَفْلَةٌ، من العاشرة، مات سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين.
قال:(حدثنا سُفْيان) بن عُيَينَةَ بنِ ميمون الهلالي مولاهم، أبو محمدٍ الأعورُ الكوفي ثم المكي، أحدُ الأئمة الأعلام، ثقة حافظٌ فقيه إمامٌ حُجةٌ إلا أنه تَغَيرَ حِفْظُه بأخَرَةٍ، وكان ربما دَلَّسَ لكنْ عن الثقات، من رؤوس الطبقة الثامنة، مات في رجب سنة ثمانٍ وتسعين ومائة، وله إحدى وتسعون سنة.
وإنما فَسَّرْنا (سفيان) بـ (ابن عُيَينَة)؛ لأن الإمامَ مسلمًا إذا ذكَرَ (سفيان) وأطْلَقَ وكان ثانيَ السَّنَدِ .. فهو ابنُ عُيَيْنَةَ كما هنا، أو وَقَعَ ثالثَه .. فهو الثورِي، وهذا في أغلب اصطلاحاته كما يَدُلُّ عليه التصريحُ به بعد التحويل.
ثم أتى المؤلِّفُ بحاء التحويل فقال:(خ) أي: حَوَّلَ المؤلِّفُ رحمه الله تعالى السَّنَدَ (و) قال: (حَدَّثَنِي أبو بكرِ) محمدُ (بن خَلَّادِ) بن كثير (الباهلي) البصري.
روى عن ابنِ عُيَينة ومُعْتَمِرِ بن سُلَيمَانَ وابنِ فُضَيلٍ وخَلْقٍ، ويروي عنه (م د س ق) وأبو حاتم الرازي وعبدُ الله بن أحمد وغيرُهم.
قال في "التقريب": ثقةٌ، من العاشرة، مات سنة أربعين ومائتين على الصحيح.
= بهم عن سواهم، فأما أنْ لا يُقبل حديثُهم .. فلا، وقد وَجَدْنا هؤلاء رَوَوْا عن جماعة مِمنْ لم يَشْتَهِرْ بِعِلْمٍ ولا إتقان). "إكمال المعلم" (١/ ١٢٧ - ١٢٨).