فَقَال: ثِقَةٌ، عَمَّنْ؟ قَال: قُلْتُ: عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، قَال: ثِقَةٌ، عَمنْ؟ قَال: قُلْتُ: قَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ، قَال: يَا أَبَا إِسْحَاقَ؛ إِن بَينَ الْحَجاجِ بْنِ دِينَارٍ وَبَينَ النبي - صلى الله عليه وسلم - مَفَاوِزَ تَنْقَطِعُ فِيهَا أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ، وَلكِنْ لَيسَ فِي الصدَقَةِ اخْتِلافٌ
ــ
قال في "التقريب": له ذِكْرٌ في مقدمة مسلم، صدون يُخْطِئُ، من السابعة، يروي عنه (د).
(فقال) عبدُ اللهِ بن المبارك لأبي إسحاق: شِهَابُ بن خِراشٍ هو (ثِقة) في نفسه فـ (عَمنْ) رَوَى شهابٌ هذا الحديثَ وعمَّنْ أخَذَ منه؟ (قال) أبو إسحاق: (قلتُ) لعبدِ اللهِ بنِ المبارك: شِهَابُ بن خِرَاشٍ رَوَى هذا الحديثَ (عن الحَجاجِ بنِ دِينارِ) الواسطي.
قال في "التقريب": لا بأسَ به، وله ذِكْر في مقدمة مسلم، من السابعة، يروي عنه (د ت سي ق).
(قال) عبدُ اللهِ: حَجَّاجُ بن دينارٍ هو (ثِقَةٌ) في نفسه فـ (عَمَّنْ) رَوَى هذا الحديثَ؟ (قال) أبو إسحاق: (قلتُ) لعبدِ اللهِ بنِ المباركِ: فإنه يقولُ في راويته (قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم) بلا ذِكْر واسطةٍ بينَه وبينَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم! (قال) عبدُ اللهِ بن المبارك: (يا أبا إسحاقَ؛ إن بينَ الحَجاج بن دينارِ وبينَ النبي صلى الله عليه وسلم مَفَاوزَ) أي: مسافاتٍ بعيدةً (تَنْقَطعُ) وتعجزَ (فيها) أي: في تلك المَفَاوزِ (أعناقُ المَطِي) أي: أعناقُ الإبلِ المركوبَةِ عن مَدِّها الذي يَحْصُلُ لها عند النشاط وتَنْثَنِي وَتعْطِفُ؛ لعَجْزِهَا عن السيرِ لطول المسافة.
والأعناقُ: جمعُ عُنُقٍ، وهو الرقبة، والمَطِي: المركوبُ سواء كان من إبلٍ أو غيرِها، والأكثرُ استعمالُها في الإبل، سُمِّيَتْ مَطِيَّةً لأنها تُطْوَى بها المسافةُ في السير.
فليس هذا الحديثُ بصحيحٍ؛ لانقطاعِ سَنَده، فلا يَصِح الاحتجاجُ به على صِحةِ الصلاةِ للوالدَينِ أو الصومِ لهما (ولكنْ ليس في) وُصُولِ ثوابِ (الصدَقَةِ) عنهما إليهما وانتفاعِهما بها (اختلاف) ونِزَاعٌ بين المسلمين؛ لثبوتِ جواز التصدقِ عنهما بالنص الصحيح.