عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالتِ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَدَخَلَ عَلَيهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُونَهُ. فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا. فَصَلَّوْا بِصَلاتِهِ قِيَامًا, فَأَشَارَ إِلَيهِمْ: أَنِ اجْلِسُوا. فَجَلَسُوا. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَال:"إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ. فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا. وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا. وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا"
ــ
عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبي عبد الله المدني أحد الفقهاء السبعة وأحد علماء التابعين، ثقة، من (٢) روى عنه في (٢٥) بابا (عن عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها.
وهذا السند من خماسياته رجاله ثلاثة منهم مدنيون واثنان كوفيان.
(قالت) عائشة رضي الله تعالى عنها (اشتكى) أي مرض (رسول الله صلى الله عليه وسلم) من فك قدمه بسبب سقوطه عن فرسه (فدخل عليه) صلى الله عليه وسلم "في بيته" كما في رواية البخاري أي في مشربته التي في حجرة عائشة (ناس) أي قوم (من أصحابه) حالة كونهم (يعودونه) صلى الله عليه وسلم من مرضه فحضرت الصلاة وهم عنده (فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) بهم حالة كونه (جالسًا فصلوا) مقتدين (بصلاته) حالة كونهم (قيامًا) أي قائمين (فأشار إليهم) رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ (أن اجلسوا) في صلاتكم، فأن مصدرية أو مفسرة (فجلسوا) فيها مع قدرتهم على القيام امتثالًا لأمره صلى الله عليه وسلم، وفيه جواز الإشارة والعمل القليل في الصلاة للحاجة (فلما انصرف) رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرغ من صلاته (قال إنما جعل) وشرع (الإمام ليؤتم به) أي ليقتدى به ويُتبع، ومن شأن التابع أن يأتي بمثل فعل متبوعه ولا يسبقه ولا يساويه (فإذا ركع) الإمام أي فرغ من هويه للركوع (فاركعوا وإذا رفع) رأسه من الركوع أو السجود (فارفعوا) رؤوسكم منه (وإذا صلى) الإمام (جالسًا فصلوا) حالة كونكم (جلوسًا) أي جالسين.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته أحمد [٦/ ٥١ / ١٤٨] والبخاري [٦٨٨] وأبو داود [٦٠٥] وابن ماجه [١٢٣٧].
وفي الحديث دلالة على أنه لا يجوز للقائمين أن يصلوا خلف القاعد وبه قال