للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ لَيلَةَ الْجِنِّ؟ قَال فَقَال عَلْقَمَةُ: أَنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُود. فَقُلْتُ: هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ لَيلَةَ الْجِنِّ؟ قَال: لا، وَلكِنا كُنا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلمَ ذَاتَ لَيلَةٍ. فَفَقَدْنَاهُ. فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ. فَقُلنَا: اسْتُطِيرَ أَو اغْتِيلَ. قَال:

ــ

أبا شبل الكوفي، ثقة ثبت فقيه عابد مخضرم، من الثانية (هل كان) عبد الله (بن مسعود) الهذلي أبو عبد الرحمن الكوفي رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته رجاله ثلاثة منهم كوفيون وثلاثة بصريون، ومن لطائفه أن فيه رواية تابعي عن تابعي الشعبي عن علقمة؛ أي قال الشعبي: سالت علقمة هل (شهد) ابن مسعود وحضر (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة) استماع (الجن) قراءة النبي صلى الله عليه وسلم (قال) الشعبي (فقال) لي (علقمة) حين سألته عن ذلك (أنا سألت ابن مسعود) عن ذلك (فقلت) له تفسير للسؤال (هل شهد أحد منكم) معاشر الأصحاب (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال) ابن مسعود (لا) أي ما شهد أحد منا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وهذا يرد حديثه في الوضوء بالنبيذ وأنه حضر معه لأن هذا أثبت اهـ (ع). وعبارة النووي وهذا صريح في إبطال الحديث المروي في سنن أبي داود وغيره المذكور فيه الوضوء بالنبيذ وحضور ابن مسعود معه صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فإن هذا الحديث صحيح، وحديث النبيذ ضعيف باتفاق المحدثين ومداره على زيد مولى عمرو بن حريث وهو مجهول اهـ منه.

(ولكنا كنا) نحن (مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة) أي ليلة من الليالي (ففقدناه) صلى الله عليه وسلم من بيننا (فالتمسناه في الأودية) جمع واد؛ وهو كل منفرج بين جبال يكون منفذًا للسيل (والشعاب) جمع شعب بكسر الشين المعجمة وسكون المهملة وهو الطريق، وقيل الطريق في الجبل (فقلنا) أي قال بعضنا لبعض هل (استطير) به أي طارت به الجن (أو اغتيل) أي قتل غيلة وسرًّا، والغيلة بكسر المعجمة القتل خفية، قال الأبي: واستطارةُ الجن هو من الأمراض الحسية التي هو فيها كغيره كالقتل، ولعل هذا قبل نزول قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} أو بعده ونسوا ذلك لدهشتهم وجوزوا الأمرين ولم يقولوا رفع صلى الله عليه وسلم كعيسى - عليه السلام - ولا ذهب ليناجي ربه سبحانه كموسى - عليه السلام - لأن المحب مولَّع بسوء الظن (قال) ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>