وإنما سجد الشيخ هذا السجود لما روي أنَّه سجد حينئذ مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم المسلمون والمشركون والجن والإنس قاله ابن عباس ورواه البَزَّار وابن مردويه وابن أبي شيبة عن الشعبي حتَّى شاع أن أهل مكة قد أسلموا، وقدم من كان هاجر إلى أرض الحبشة لذلك وكان سبب سجودهم فيما قال ابن مسعود أنها كانت أول سورة نزلت فيها سجدة، وروى أصحاب الأخبار والمفسرون أن سبب ذلك ما جرى على لسان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من ذكر الثناء على آلهة المشركين في سورة النجم، ولا يصح هذا من طريق النقل ولا العقل، وأشهر طريق النقل فيه عن الكلبي وهو كذاب، وأما العقل فلا يصدق بذلك لأمور مستحيلة قد عددها القاضي عياض في الشفاء. (قلت) لأن مدح آلهة غير الله سبحانه وتعالى كفر فلا يصح نسبته إلى لسان نبيٍّ ولا أن يمر به الشيطان على لسان نبي، ولا يصح تسلط الشيطان على ذلك لأنه داعية إلى الشك في المعجزة وصدق الرسول، وقد أشبعنا الكلام على ذلك في تفسيرنا حدائق الروح والريحان.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البُخَارِيّ [١٠٧٠] وأبو داود [١٤٠٦] والنَّسائيّ [٢/ ١٦٠].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الأخير من الترجمة بحديث زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه فقال:
١١٩٢ - (٥٣٨)(١٩٦)(حَدَّثَنَا يحيى بن يحيى) التَّمِيمِيّ النَّيسَابُورِيّ (ويحيى بن أَيُّوب) المقابري أبو زكرياء البغدادي (وقتيبة بن سعيد) البلخي الثَّقَفيّ (و) علي (بن حجر) بن إياس السعدي المروزي (قال يحيى بن يحيى) التَّمِيمِيّ (أخبرنا وقال الآخرون حَدَّثَنَا إسماعيل وهو ابن جعفر) بن أبي كثير الزُّرَقيّ مولاهم أبو إسحاق المدنِيُّ (عن يزيد) بن عبد الله (بن خَصِيفة) بفتح الخاء المعجمة وكسر الصاد المهملة بن عبد الله بن يزيد الكندي المدنِيُّ، ثِقَة، من (٥) روى عنه في (٤) أبواب (عن) يزيد بن عبد الله (بن قسيط) مصغرًا الليثيّ المدنِيّ الأعرج، روى عن عطاء بن يسار في الصلاة، وداود بن