ألفَ حديثٍ) وفي هذه الجملة تأكيد النسبة بثلاث مؤكدات: بأن، وباللام، وباسمية الجملة؛ تنزيلًا للمخاطبين منزلة المنكرين للنسبة (ما حَدّثْتُ) أي: ما أخبرتُ أحدًا من الناس (منها) أي: من تلك الخمسين ألفا (بشيءٍ) لا قليلٍ ولا كثيرٍ.
(قال) زُهَيرٌ: (ثُمَّ) بعد زمان من تلك المقالة (حَدّثَ) لنا (يومًا) من الأَيام (بحديثٍ) واحدٍ (فقال) جابرٌ: (هذا) الذي حَدَّثْتُهُ لكم الآن واحد (من) تلك (الخمسين ألفًا) التي كانت محفوظةً عندي، فكَذَبَ بمقالتِه هذه، وما عنده شيءٌ من الأحاديث الصحيحة فَضْلًا عن الخمسين ألفًا.
ثم ذكر المؤلِّفُ أيضًا المُتابعةَ في جَرْح جابر الجُعْفي فقال:
[٥٧](وحَدَّثني إبراهيمُ بن خالدٍ اليشْكُرِيُّ) أفرده بعضُهم عن أبي ثَوْر، وقيل: هو أبو ثَوْر الفقيه صاحب الشافعي، وأنكر ذلك ابن خَلْفُون، فقال: هو غيرُ أبي ثَوْر، من الحادية عشرة.
روى عنه مسلمٌ في المقدمة عن أبي الوليد الطيالسي، وقال ابنُ خَلْفُون: لا أعرفُ اليَشْكُرِيَّ، ومَنْ ظَنَّ أنه أبو ثور .. فقد وَهِمَ، وقال الذهبيُّ: اليَشْكُرِي مجهول.
وأمّا أبو ثَوْر إبراهيم بن خالد الكَلْبي: فثقةٌ من العاشرة، روى عن ابن عُيَينة وأبي معاوية ووكيع والشافعي وصَحِبَهُ وغيرِهم، ويروي عنه أبو داود وابن ماجه ومسلمٌ خارج "الصحيح" وغيرُهم، مات سنة أربعين ومائتين.
(قال) إبراهيمُ بن خالد: (سمعتُ أبا الوليدِ) الطيالسي هشامَ بنَ عبد الملك الباهليَّ مولاهم، الحافظَ البصريَّ الإمامَ الحُجَّة.
روى عن عاصم بن محمَّد العُمري وزائدة واللَّيث ومالك وهَمَّام بن يحيى وخَلْق، ويروي عنه (ع) وإسحاق بن راهويه الحنظلي ومحمد بن المثنّى وبندَار وابن سَعْد