للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثنا سُفْيَانُ قَال: سَمِعْتُ رَجُلًا سَألَ جَابِرًا عَنْ قَوْلهِ عَزَّ وَجَل: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيرُ الْحَاكِمِينَ} فَقَال جَابِرٌ: لَمْ يَجئْ تأويلُ هَذِهِ، قَال سُفْيَانُ: وَكَذَبَ، فَقُلْنَا لِسُفْيَانَ: وَمَا أَرَادَ بِهَذَا؟ فَقَال: إِن الرَّافِضَةَ

ــ

قال: (حَدَّثنا سفيانُ) بن عُيَينة بن ميمون الهلالي أبو محمَّد الأعور الكوفي ثم المكي، من الثامنة، مات في رجب سنة ثمان وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون سنة، ومَرَّ لك قريبا بحثُ هذا السَّنَدِ فرَاجِعْهُ.

(قال) سفيانُ: (سَمِعْتُ رجلًا) حالةَ كَوْنه (سَأَلَ جابرًا) الجُعْفِيَّ (عن) معنى (قوله عَزَّ) أي: اتَّصَفَ بجميعِ الكمالاتِ (وجَلَّ) أي: تنزَّهَ عن جميع النقائص ({فَلَنْ أَبْرَحَ}) أُفَارِقَ ({الْأَرْضَ}) أرضَ مصر ({حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي}) والدَي بالعَوْدِ إليه ({أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي}) بخَلاص أخي ({وَهُوَ}) سبحانه وتعالى ({خَيرُ الْحَاكِمِينَ}) أعدلُ الحاكمين بين عباده.

(فقال جابِرٌ) الجُعْفِيَّ في جواب السائل عن معنى الآية: (لم يَجِيءْ) ولم يَأتِ الآنَ (تأويلُ هذه) الآيةِ وتفسيرُها؛ فإنها ستُفسر تفسيرًا خارجيًّا ظاهرًا لكُل أحَد.

(قال سفيانُ) بن عُيَينَةَ: (وكَذَبَ) جابر الجُعْفِيُّ في قوله: لم يَأتِ تأويلُها الآن؛ فإنَّ الآية نَزَلَتْ في حكاية ما وَقَعَ لإخوةِ يوسف - عليه السلام -.

قال الحُمَيدِيُّ: (فقُلْنا لسفيانَ) بن عُيَينَة: (وما أرادَ) جابرٌ (بهذا؟ ) أي: بقوله: لم يَأتِ تأويلُها؛ أي: ما أرادَ بالتأويل الذي سيأتي؟ (فقال) سفيان: أراد بذلك ما تعتقده الرافضةُ من رأيهم الفاسدِ ومذهبهم الباطلِ، وذلك (إن الرافضةَ) وفي "شرح النووي": (سُمُّوا رافضةً من الرفض وهو الترك، قال الأَصْمَعِيُّ وغيرُه: سُمُّوا رافضةً لأنهم رفضوا زيدَ بن عليّ فتركوه) (١).

وفي "القاموس": (رَفَضَه يَرْفُضُه من بابي ضرب ونصر رَفْضًا بالتسكين، ورَفَضًا بالتحريك إذا تركه، والروافض: كل جُندٍ تركوا قائدهم، والرافضة: الفِرْقة منهم، وفِرْقة من الشّيعة بايعوا زيدَ بنَ عليٍّ ثم قالوا له: تَبَرَّأْ من الشيخين فأبَى وقال: كانا


(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>