للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَقُولُ: إِنَّ عَلِيًّا في السَّحَابِ، فَلَا نَخْرُجُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ وَلَدِهِ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ -يُرِيدُ عَلِيًّا أَنَّهُ يُنَادِي-: اخْرُجُوا مَعَ فُلانٍ، يَقُولُ جَابِرٌ: فَذَا تَأويلُ هَذِهِ الآيَةِ، وَكَذَبَ؛ كَانَتْ في إِخْوَةِ يُوسُفَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَمَ

ــ

وزيرَي جَدِّي، فتَرَكُوْه ورَفَضُوه وارْفَضوا عنه، والنسبة إليه رافضي) اهـ

أي: فقال سفيانُ: إنَّ الرافضةَ؛ أي: الفِرْقةَ الذين رَفَضُوا وخَلَعُوا زيدَ بنَ عليٍّ (تقولُ) وتعتقد: (أن عليًّا) ابن أبي طالب رضي الله عنه لم يَمُتْ بل هو مُسْتَتِرٌ (في السَّحَاب) والغيم ومستقرٌّ فيه، (فلا نَخْرُجُ) بفتح النون وضمّ الراء على صيغة المسند إلى المتَكلِّمين؛ أي: فلا نَخْرُجُ نحن على معاوية ولا نُقَاتِلُه (مَعَ مَنْ خَرَجَ) على معاوية بن أبي سفيان وقاتَلَه من الشيعة (مِنْ وَلَدهِ حتى يُنَادِيَ) وَيصْرُخ (مُنَادٍ من) جهة (السماء يُرِيدُ) جابرٌ بذلك المنادي من السماء (عَلِيًّا) وابنُ أبي طالب رضي الله عنه (١).

وقولُه: (أنه) أي: أن عليًّا (يُنادي) من السماء: جملة في محل النصب بدل من (عليًّا)؛ أي: يُرِيدُ جابر أن عليًّا يُنادي ويقول في ندانه: (اخْرُجُوا) أيها الناس لقتال معاوية (مَعَ) ولدي (فُلانٍ) انتقامًا من معاوية لمَا فَعَلَ بأولادي من القَتْلِ الذريعِ.

(يقولُ جابر) الجُعْفِيُّ: (فذا) لك النداءُ الذي ناداهُ عليّ من السماء (تأويلُ) الإذنِ المذكورِ في (هذه الآيةِ) بقوله: {حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} قال سفيانُ بن عُيَينَة: افْترَى (وكَذَبَ) جابر الجُعْفيُّ؛ لأنه (كانتْ) الآيةُ نَزَلَتْ (في) حكاية قصّة (إخوةِ يوسفَ) الصديقِ ابنِ يعقوبَ (صلى الله عليه وسلم).

ثم ذكر المؤلِّفُ رحمه الله تعالى المتابعةَ في جَرْحِ جابرٍ بوَجْهِ آخَرَ بالسَّندِ السابقِ، فقال:


(١) قال الشيخ الكنكوهي: (قوله: "فإن الرافضة تقول ... " ولعلَّ منشأَ انتزاعهم: ما وَردَ من أن مناديًا ينادي حين يخرج المهدي - عليه السلام - يسمعه كُلُّ أحد: إن هذا ... فاتبعوه واخرجوا معه. فذهبوا بالرواية هذا المذهب وجعلوا المناديَ عَليًّا مع أنه الهاتف). "الحل المفهم" (١/ ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>