الجُعْفِي في "سنن أبي داود" سوى حديثٍ واحدٍ في سجود السهو. اهـ من "الميزان"(١/ ٣٧٩ - ٣٨٣).
ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى لما مَرّ من جَرْح الرواة بقوله:
(قال مسلمٌ) وفيه من المحسنات البديعية التجريد، وهو: أن يُجَرِّدَ المتكلِّمُ من نفسه شخصًا مماثلًا لنفسه ويُخْبِرَ عنه كأنه غيرُه، والواوُ في قوله:(وسَمِعْتُ) عاطفةٌ على محذوفٍ تقديره: سمعتُ غيرَ أبي غسَّان وسمعتُ (أبا غسَّان محمدَ بَن عَمْرِو) ابن بَكْر بن سالم التميميَّ (الرازيّ) ثقة من العاشرة مات في آخر سنة أربعين ومائتين أو أول التي بعدها.
(قال) أبو غسَّان: (سألتُ جريرَ بنَ عبد الحميد) الضبِّيَّ الكوفي ثم الرازيَّ، ثقة. من السابعة مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة.
قال أبو غسَّان:(فقلتُ) لجرير بنِ عبد الحميد: (الحارث بن حَصِيرةَ) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملَتينِ وآخره هاء.
ويجوزُ في (الحارث) الوجهان: الرفعُ، والنصبُ على الاشتغال.
وهو الحارث الأزدي أبو النعمان الكوفي، روى عن زيد بن وَهْب وعِكْرمة وطائفة، ويروي عنه (بخ مق ص عس) ومالك بن مِغوَل وعبد الله بن نُمَير.
قال أبو أحمد الزُّبَيري: كان يُؤْمِنُ بالرَّجعة، وقال يحيى بن مَعِين: ثقة خَشَبي، يُنسبون إن خَشَبةِ زيدِ بن عليّ لمّا صُلِبَ عليها، وقال النَّسائيُّ: ثقة، وقال ابنُ عدي: يُكتب حديثُهُ على ضَعْفِهِ، وهو من المتحرّقين بالكوفة في التشيُّع.
وقال في "التقريب": صدوق يُخطئ، ورُمي بالرَّفض، من السادسة، وله ذِكْرٌ في مقدمة مسلم.
أي: قال الرازيُّ: فقلتُ لجرير بن عبد الحميد: الحارث بن حَصيرة الكوفي هل (لَقِيتَه) ورأيته؟ فـ (قال) جريرٌ: (نَعَمْ) لَقِيتُه هو (شيخٌ طويلُ السُّكُوتِ) أي: كثيرُ الصَّمْتِ والسكوت (يُصِرُّ) ويستمرُّ ويدومُ (على أمْرٍ عظيمٍ) وهو التشيُّع فلا يتوب عنه ولا يُقلع.