للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَوْمًا فَقَال: لَمْ يَكُنْ بِمُسْتَقِيمِ اللِّسَانِ، وَذَكَرَ آخَرَ فَقَال: هُوَ يَزِيدُ في الرَّقْمِ.

[٦١] حَدَّثَنِي حجاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ حَرْبٍ،

ــ

المُحَدِّثين (يومًا) من الأيام؛ أي: ذَكَرَهُ بالجَرْح (فقال) أيوبُ السَّخْتياني: (لم يَكُنْ) ذلك الرجلُ (بمستقيمِ) أي: بقويمِ (اللسانِ) وصدوقِه، (وذَكَرَ) أيوبُ أيضًا رجلًا (آخَرَ) وجَرَحَه (فقال) أيوبُ: (هو) أي: ذلك الآخَرُ (يَزيدُ في الرَّقْم) أي: في رقم سعر البضاعة بأن يكتب على السِّلْعة ما قيمتُه عشرون بثلاثين، وما قيمتُه عشرة بخمسةَ عَشْرَة؛ ليغترَّ الناظرُ إلى ذلك الرقم بزيادة الثمن ويأخذه.

وعبارة السنوسي هنا: (قولُه: "هو يَزيدُ في الرَّقْمِ" وكذلك قولُه: (لم يَكُنْ بمستقيم اللسان" هذا كُلُّه كنايةٌ عن الكذب، وجَعَلَهُ في الأول كالتاجر الذي يَزيدُ في رقم السِّلْعة ويكذبُ فيها ليربحَ على الناس ويَغُرَّهم بذلك الرقم ويشتروا عليه) (١).

ورجالُ هذا السَّنَدِ أربعةٌ كُلُّهم بصريون إلا أحمد الدَّوْرَقيّ فبغدادي.

ثم استشهد المؤلِّف رحمه الله تعالى بأثَرٍ آخَرَ لأيوبَ فقال:

[٦١] (حَدَّثني حجاجُ) بن يوسف الثقفي الذي نِسْبَتُهُ (بن الشاعر) البغدادي، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة تسع وخمسين ومائتين.

قال الحَجَّاجُ: (حَدَّثنا سُلَيمَانُ بن حَرْبٍ) الأزْدي الوَاشِحي نسبة إلى وَاشِح بَطْن من الأزْدِ، البصري قاضي مكة، أحد الأئمّة الأعلام.

روى عن شُعْبة والحَمَّادَينِ وجَرِير بن حازم وغيرهم، ويروي عنه (ع) وعَمْرو بن علي الفلاس، وأحمد وغيرهم.

قال أبو حاتم: حَضَرْتُ مجلسَه ببغداد فحَزَرُوا مَنْ فيه أربعين ألف رجل.

قال في "التقريب": ثقة إمام حافظ، من التاسعة، مات سنة أربع وعشرين ومائتين، وله ثمانون سنة (٢).


(١) "مكمل إكمال الإكمال" (١/ ٣١)، وهو من كلام القاضي عياض في "إكمال المعلم" (١/ ١٤٥).
(٢) قلتُ: بل له أزيدُ من أربع وثمانين سنة؛ فقد قال يعقوب بن سفيان: قال سليمان بن حرب في =

<<  <  ج: ص:  >  >>