فوجدت عتبان (شيخًا كبيرًا) السنن (قد ذهب بصره) وعمي (وهو) أي والحال أنه (إمام قومه فجلست إلى جنبه فسألته عن هذا الحديث) الذي حدثنيه أولًا (فحدثنيه) أي فحدثني هذا الحديث (كما حدثنيه أول مرة) من غير تغيير في لفظه ولا معناه، ولا زيادة ولا نقصان.
(قال الزهري) بالسند السابق (ثم نزلت بعد ذلك) العمل الذي جرى من النبي صلى الله عليه وسلم لعتبان بن مالك (فرائض) أي أمور عزائم (وأمور) رخص (نرى) بفتح النون وضمها أي نظن أو نعلم (أن الأمر) الديني والحكم الشرعي (انتهى إليها) وتم بها (فمن استطاع) وقدر على (أن لا يغتر) بالرخص (فلا يغتر) بالرخص ولا يتتبعها، لأن تتبعها يؤدي إلى التساهل في الدين، والمعنى فمن أراد الاحتياط لدينه فليلزم العزائم ما استطاع ولا يلتفت إلى الرخص.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث عتبان رضي الله عنه فقال:
١٣٩٠ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (أخبرنا الوليد بن مسلم) القرشي الدمشقي (عن) عبد الرحمن بن عمرو (الأوزاعي) الدمشقي (قال حدثني الزهري، عن محمود بن الربيع) غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة الأوزاعي ليونس ومعمر في رواية هذا الحديث عن الزهري (قال) محمود (إنِّي لأعقل) الآن وأعرف (مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم) في وجهي كما في رواية البخاري (من) ماء (دلو) بئر (في دارنا) والمج طرح الماء من الفم بالتزريق، قال القاضي: ومجه صلى الله عليه وسلم في وجه محمود فيه جواز ملاطفة الصبيان وتأنيسهم