قال الخطابي: وفي الحديث من الفقه جواز صلاة الجماعة في النافلة، وجواز صلاة المنفرد خلف الإمام لأن المرأة قامت من ورائهما، وفيه دليل على وجوب ترتيب مواقف المأمومين وأن الأفضل يقدم على من دونه في الفضل، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليليني منكم أولو الأحلام والنهى" وفيه جواز الصلاة على الحصير إلى غير ذلك.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث آخر له رضي الله عنه فقال:
١٣٩٢ - (٦٢٤)(٣٥)(وحدثنا شيبان بن فروخ) الحبطي -بفتحتين- أبو محمد الأبلي، صدوق، من (٩)(وأبو الربيع) سليمان بن داود العتكي الزهراني البصري، ثقة، من (١٠)(كلاهما عن عبد الوارث) بن سعيد التميمي أبي عبيدة البصري، ثقة، من (٨)(قال شيبان حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح) يزيد بن حميد الضبعي -بضم ففتح- البصري، ثقة، من (٥)(عن أنس بن مالك) الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته ومن لطائفه أن رجاله كلهم بصريون إلا شيبان بن فروخ فإنه أبلي (قال) أنس (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس) وأكرمهم (خلقا) وشيمةً وطبيعة (فربما تحضر الصلاة) تحتمل الفريضة والنافلة ويدخل وقتها (وهو) صلى الله عليه وسلم (في بيتنا) بيت أم أنس أم سليم (فيأمر) صلى الله عليه وسلم (بـ) كنس (البساط الذي تحته فيكنس) البساط أي يصفى من الغبار والقمامة (ثم ينضح) البساط ويرش بالماء ليلين (ثم يؤم) وفي بعض النسخ ثم يقوم؛ أي يكون إمامًا لنا (رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقوم) أهل البيت (خلفه) صلى الله عليه وسلم (فيصلي بنا وكان بساطهم) أي بساط أهل بيتنا يومئذ حصيرًا منسوجًا (من) خوص (جريد النخل) وأغصانه، والخوص أوراق النخل، والجريد أغصانه، ويحتمل أن يكون الكلام