للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَسْجِدِ. فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَقَال لَهُمْ: "إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ" قَالُوا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ. فَقَال: "يَا بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ. تُكْتَبْ آثَارُكُمْ، دِيَارَكُمْ. تُكْتَبْ آثَارُكُمْ"

ــ

المسجد) النبوي أي صارت خالية من الدور، والبقاع جمع بقعة؛ والبقعة من الأرض القطعة منها، قال الفيومي: وتضم الباء في الأكثر فتجمع على بقع مثل غرفة وغرف، وتفتح فتجمع على بقاع مثل كلبة وكلاب اهـ (فأراد) قومنا (بنو سلمة) بكسر اللام مع فتح السين هم بطن كبير من الأنصار ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري (أن ينتقلوا) أي أن يتحولوا من منازلهم (إلى) موضع (قرب المسجد) أي إلى محل قريب إلى المسجد الشريف (فبلغ ذلك) أي وصل خبر ذلك الذي أرادوا من التحول إلى قرب المسجد (رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم) رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه) أي إن الشأن والحال قد (بلغني) أي وصل إليَّ خبر (أنكم) يابني سلمة (تريدون أن تنتقلوا) وتتحولوا (قرب المسجد) الشريف وتعروا منازلكم من السكان (قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك) الانتقال إلى قرب المسجد (فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني سلمة دياركم) بالنصب على الإغراء بعامل محذوف جوازًا (تكتب) بالجزم بالطلب السابق (آثاركم) أي خطاكم إلى المسجد لأجل الصلاة جماعة، وقوله ثانيًا (دياركم تكتب آثاركم) توكيد لفظي لما قبله، والمعنى الزموا دياركم ومنازلكم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد، والمراد بكتبها كتبها في صحائف الأعمال أو في سير الصالحين فتكون سببًا في اجتهاد الناس في حضور الجماعة، ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، زاد البخاري (وكره أن تعرى المدينة) أي أن تخلو ناحيتها من الحرس، وهذه علة أخرى للنهي؛ أي ففيه التنبيه على سبب المنع وهو بقاء جهات المدينة عامرة بسكانها، واستفادوا بذلك كثرة الأجر لكثرة الخطا في المشي إلى المسجد الشريف وشارك المؤلف في هذه الرواية البخاري [٦٥٦] ولكنَّه جعلها من حديث أنس رضي الله عنه. وهذا الحديث والأحاديث التي قبله تدل على أن البعد من المسجد أفضل فلو كان بجوار مسجد فهل له أن يجاوزه للأبعد؟ اختلف فيه فروي عن أنس كان يجاوز المحدَث إلى القديم، وروي عن غيره أنه قال: الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرًا، وكره الحسن وغيره هذا، وقال: لا يدع مسجدًا قربه ويأتي غيره

<<  <  ج: ص:  >  >>