الخمس (شهرا) كاملًا متتابعًا (إذا قال سمع الله لمن حمده) أي بعد فراغه من التسميع، حالة كونه (يقول في قنوته: اللهم أنج الوليد بن الوليد) أمر من الإنجاء (اللهم نج) -بتشديد الجيم- أمر من التنجية (سلمة بن هشام، اللهم نج) من التنجية أيضًا (عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج) من التنجية أيضًا (المستضعفين من المؤمنين) أي خلصهم من إذاية المشركين وفكهم من أيديهم (اللهم اشدد وطأتك) وعقوبتك (على) كفار قريش من (مضر، اللهم اجعلها) أي اجعل وطأتك ونكايتك (عليهم سنين) مجدبة مقحطة (كسني يوسف) الصديق - عليه السلام -.
قال القرطبي: وفي هذا الحديث من الفقه جواز الدعاء على معين، وجواز الدعاء بغير ألفاظ القرآن في الصلاة، وهو حجة على أبي حنيفة في منعه ذلك كله فيها، ولا خلاف في جواز لعن الكفرة والدعاء عليهم، واختلفوا في جواز الدعاء على أهل المعاصي، فأجازه قوم ومنعه آخرون، وقالوا يدعى لهم بالتوبة لا عليهم، وقيل إنما يدعى على أهل الانتهاك في حين فعلهم ذلك، وأما في إدبارهم فيدعى لهم بالتوبة اهـ من المفهم.
(قال أبو هريرة) بالسند السابق (ثمَّ رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترك الدعاء) لهم (بعد) أي بعد ما قنت شهرًا، قال أبو هريرة (فقلت) لبعض الناس (أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي أظنه (قد ترك الدعاء لهم) أي لهؤلاء المستضعفين (قال) أبو هريرة (فقيل) لي أتقول ذلك (وما تراهم قد قدموا) بتقدير همزة الاستفهام، كذا في نسخ مسلم، وفي معاني الآثار "أو ما تراهم قد قدموا" بالاستفهام مع العطف، والمعنى أتسأل عن ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - الدعاء لهم، وما تراهم أي ما تعلم أن