وقال ابنُ عبد البَرِّ: أجمعوا على ضَعْفِه، وكَذَّبَهُ بعضُهم، وأجمعوا على تَرْكِ الرواية عنه. اهـ من "تهذيب التهذيب"(١٠/ ٤٧٠ - ٤٧٢)، و"الميزان"(٤/ ٢٧٢ - ٢٧٣).
ثم ذكر المؤلِّفُ رحمه الله تعالى المتابعةَ في أثَرِ قتادة فقال:
[٦٤](وحَدَّثنا حَسَنُ بن عليٍّ) بن محمَّد الهُذَلِيُّ -نسبةٌ إلى هُذَيل بن مُدْرِكة- أبو على (الحُلْوَانِيُّ) المكيُّ، ثِقَةٌ حافظٌ من الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
(قال) الحَسَنُ: (حَدَّثنا يَزِيدُ بن هارونَ) بن زاذان السُّلَمي مولاهم، أبو خالد الواسطيّ، أحد الأئمة الأعلام، ثقةٌ مُتْقن عابدٌ من التاسعة، مات سنة ستٍّ ومائتين.
قال يَزيدُ بن هارون:(أخبرنا هَمَّامٌ) هو ابن يحيى الأَزدِيّ أبو عبد الله البَصْرِيّ، من السابعة، مات سنة أربع أو خمس وستين ومائة.
(قال) هَمَّامٌ: (دخل أبو داود الأعمى) نُفَيعُ بن الحارث الكُوفِيّ من الخامسة (على قتادة) بن دِعامة السدوسي البَصْرِيّ رأس الطَّبقة الرابعة.
ورجالُ هذا الأَثَرِ أربعةٌ: اثنان منهم بصريان، وواحد مكّيّ، وواحد واسطيّ.
وغرضه بسوق هذا السند: بيانُ متابعة يَزيد بن هارون لعفَّان بن مسلم في رواية هذا الأثر عن هَمَّام، وفائدةُ المتابعةِ: بيانُ كثرة طُرُقِه؛ لأنَّ الراوَيَين ثقتان.
(فلمَّا قامَ) أبو داود الأعمى من عند قتادة ومَشَى ( .. قالوا) أي: قال النَّاسُ الجالسون عند قتادة بعضهم لبعض: (إنَّ هذا) القائمَ من عندنا (يَزْعُمُ) أي: يقول، والزعم: القول الفاسد والقول بلا دليل، ولذلك قالوا: الزعمُ مَطِيَّةُ الكذب (أنَّه) أي: أن هذا القائمَ الخارجَ من عندنا - يعنون أَبا داود الأعمى - (لَقِيَ) ورأى (ثمانية عَشَرَ) رجلًا (بَدْرِيًّا) أي: من الصَّحَابَة الذين حضروا وقعة بدر روى عنهم.