للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -. قَال: ثُمَّ صَبَّ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَقَال لِي: "اشْرَبْ" فَقُلْتُ: لَا أَشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: "إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا" قَال: فَشَرِبْتُ. وَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -. قَال: فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ جَامِّينَ رِوَاءً. قَال: فَقَال عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ: إِنِّي لأُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ. إِذْ قَال عِمْرَانُ بْنُ حُصَينٍ: انْظُرْ أيُّهَا الْفَتَى كَيفَ تُحَدِّثُ. فَإِنِّي أَحَدُ الرَّكْبِ تِلْكَ اللَّيلَةَ. قَال: قُلْتُ:

ــ

- صلى الله عليه وسلم - قال) أبو قتادة (ثمَّ) بعد فراغهم من الشرب (صب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) الماء في القدح (فقال لي اشرب) يا أبا قتادة (فقلت) له (لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله، قال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إن ساقي القوم آخرهم شربا) أي آخر القوم من جهة الشرب، قال النواوي: فيه هذا الأدب من آداب شاربي الماء واللبن ونحوهما، وفي معناه ما يفرق على الجماعة من المأكول كلحم وفاكهة ومشموم وغير ذلك والله أعلم (قال) أبو قتادة (فشربت) أنا (وشرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بعد شربي (قال) أبو قتادة (فأتى الناس الماء) الذي وعدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول الحديث بقوله "إنكم ستعيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون الماء" حالة كونهم (جامِّين) - بتشديد الميم المكسورة -أي نشاطًا صالحي الأحوال (رواء) -بكسر الراء وبالمد آخره -أي شبعانين من الماء من الري، وهو الامتلاء من الماء، والمعنى مستريحين قد رووا من الماء اهـ نهاية، وهو كما في المصباح جمع ريان وريَّى كعطشان وعطشى، وفي حديث أبي قتادة أعلام كثيرة من أعلام النبوة وأحكام جمة من أحكام الفقه لا تخفى على متأمل كما أشرنا إلى بعضها فيما مر.

(قال) ثابت البناني بالسند السابق (فقال عبد الله بن رباح: إني لأحدث هذا الحديث) يعني حديث أبي قتادة (في مسجد الجامع) من إضافة الموصوف إلى صفته، أي في المسجد الجامع بالكوفة (إذ قال عمران بن حصين) إذ فجائية، أي فاجأني قول عمران بن حصين لي (انظر أيها الفتى) أي فكر أيها الفتى وتأمل (كيف تحدث) هذا الحديث، أي تثبت في كيفية تحديثه هل هو على الصواب أم لا (فإني) أنا (أحد الركب) الذين كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - (تلك الليلة) التي تخلف فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القوم للتعريس (قال) عبد الله بن رباح (قلت) لعمران بن حصين

<<  <  ج: ص:  >  >>