وقال النوويُّ: (واعْلَمْ: أنَّه وَقَعَ في الأصول هنا: "المَدَنِيّ"، وفي بعضها:"المدِينيّ" بزيادة ياء، ولم أرَ في شيءٍ منها هنا:"المدائنيّ"، ووَقَعَ في أول الكتاب:"المدائنيّ" -وهو الصوابُ هنا أَيضًا؛ لأنه هو هو- فأمَّا المَدِينيُّ والمَدِنيُّ: فنِسْبةٌ إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقياسُ: المَدَنِيُّ بحذف الياء، ومَنْ أثبتَها .. فهو على الأصل، وروى أبو الفضل محمَّد بن طاهر المقدسيُّ في كتاب "الأنساب المُتفقة في الخطّ المتماثلةِ في النَّقْطِ والضَّبْطِ" بإسناده عن البُخَارِيّ قال: المَدِيني -يعني بالياء-: هو الذي أقام بالمدينة ولم يُفارِقْها، والمدني: الذي تَحَوَّلَ عنها وكان منها) اهـ كلام النووي (١)، وفيه نظرٌ، والصوابُ ما قلْنَاه أوّلًا.
وفي "القاموس": (والنِّسْبَةُ إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مَدَنِيٌّ بلا ياء، وإلى مدينة المنصور وأصفهان وغيرِهما: مديني بالياء، وإلى المدائن: مدائني، والمدائنُ: مدينةُ كِسْرى قرب بغداد سُمِّيَتْ بلفظ الجمع لكِبَرِها) اهـ.
تتمة لأبي جعفر:
وأبو جعفر: هو عبد الله بن المِسْوَر بن عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدائنيّ، ليس بثقة، وقال أحمدُ وغيرُه: أحاديثه موضوعة، وقال جَرِيرٌ عن رَقَبَة بن مَسْقَلة: إنَّ عبد الله بن مِسْوَر المدائنيّ وَضَعَ أحاديثَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتملها النَّاسُ عنه.
وروى معاوية بن صالح عن يحيى قال: أبو جعفر المدائنيّ هو عبد الله بن محمَّد بن مِسْوَر بن محمَّد بن جعفر، كذا نسبه.
وقال أَحْمد: روى عنه عمرو بن مرة وخالد بن أبي كريمة وعبد الملك بن أبي بشر، وتركتُ أنا حديثه، وكان ابن مهدي لا يُحَدِّثنا عنه، وقال النّسائيُّ والدارقطنيُّ: متروك.
(١) "شرح صحيح مسلم" (١/ ١٠٨). انظر "الأنساب" للسمعاني (١٢/ ١٥٣) (المدينيّ)، و"معجم البلدان" (٥/ ٨٢).