وقال عفان: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن زياد حَدَّثَنَا خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن المِسْوَر قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ليس لي ثوب أتوارى به وكنتَ أحَقَّ من شكوتُ إليه فقال: "لك جيران؟ " قال: نعم، قال:"فيهم أحدٌ له ثوبان؟ " قال: نعم، قال:"ويعلم أنَّه لا ثوب لك؟ " قال: نعم، قال:"ولا يعود عليك بأحد ثوبيه؟ " قال: لا، قال:"ما ذلك بأخيك".
وقال أَيُّوب بن سويد: حَدَّثني سفيان عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن مسور عن محمَّد بن الحَنَفِيَّة عن أَبيه مرفوعًا: "ذروا العارفين المحدثين من أمتي، لا تنزلوهم الجنة ولا النَّار حتَّى يكون الله هو الذي يقضي فيهم".
وقال الخَطيب: رُوي عن محمَّد ابن الحنفية، ثم ساق الخَطيب من طريق جعفر بن عون عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر نزيل المدائن قال: أتَتْ فاطمةُ تسأل أباها صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: "أَلَا أَدُلُّكِ على ما هو خيرٌ لك؟ ! تقولين حين تأوين إلى فراشك: اللهم؛ أَنْتَ الدائم الذي خلقت كل شيء ولم يخلقه معك خالق ... " وذكر الحديث. اهـ من "الميزان"(٢/ ٥٠٤ - ٥٠٥).
أي: أن أَبا جعفرٍ المذكور (كان يَضَعُ) ويختلقُ ويفتري من عند نفسه (أحاديثَ) أي: أخبارًا يَنْسِبُها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتْ (كلامَ حَقٍّ) بالنصب بدلٌ من (أحاديثَ) أي: كلامًا صحيحَ المعنى موافقًا للشرع ولكنها كاذيبُ ينسبُها إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم (وليستْ من أحاديثِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وكان) أبو جعفرٍ (يَرْويها) أي: يروي تلك الأحاديثَ الأكاذيبَ وينقلُها (عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) إلى النَّاس، ويروي النَّاسُ عنه مُضِيفين إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تلك الأخبار.
ثم استشهد المؤلِّفُ رحمه الله تعالى لِمَا مَرَّ بأَثَرِ يونس بن عُبَيد فقال: